سيسك فابريجاس .. رجل الأدوار الخفيّة

" فابريجاس هو الرجل الذي لديه نظرة في العمق

الذي دائماً ما ينظر للأمام , وأولئك الذين ينظرون للأمام يجعلونك تربح "

" في منتخب إسبانيا دائماً ما يمنحهم الثبات في المباراة

ويجعلهم خطرين أكثر عندما يلعب "

                                                                    أرسين فينجر

الموهبة , الرؤية العميقة في خط الوسط والمبادرة الهجومية

تلك الصفات التي جعلت أرسين فينجر

يخطف سيسك فابريجاس من برشلونة وهو لا يزال طفلاً

لينضم إلى آرسنال الذي كانت طريقة 4-4-2 سمته في أزهى فتراته

وبتواجد روبير بيريس و ليونبيرغ خلف هنري وبيركامب

كان فينجر يرى في فابريجاس لاعب وسط متأخر

يشكّل القطب الهجومي في ثنائية لاعبي عمق الوسط

مدعوماً برحيل باتريك فييرا الذي فتح له الباب في وقت مبكر

ليصبح عنصراً أساسياً في فريق بلغ نهائي دوري الأبطال حينها

الصفات الهجومية التي حدّثنا عنها المدرب الفرنسي

كانت بحاجة لمساحة أكبر من الحرية واللعب الهجومي

وهو ما قاد فينجر بعد ذلك للتحول إلى 4-5-1 بمختلف فروعها

وهو ما ساعد فابريجاس على لعب أدوار أكثر فاعليّة

ما جعله يتصدّر قائمة صانعي الأهداف في البريميرليج

منذ 2007 وحتى الآن على الرغم من أن الموسم الحالي

هو الموسم الثالث لفابريجاس بعيداً عن البريمرليج

نهاية موسم 2010-2011 تحقق الحلم وعاد فابريجاس لبيته القديم

بطلب من بيب جوارديولا الذي رأى فيه اللاعب المثالي

القادر على تحويل الفريق من 4-3-3 كانت مفتاح السداسية الشهيرة

إلى 3-4-3 التي ظنّ جوارديولا وقتها , أنها ستكون الحلّ البديل

للتخلص من عيوب الطريقة الأمّ التي كانت تتكشّف مع مرور الوقت

ولمعرفة المزيد عن 3-4-3 التي جرّبها جوارديولا آنذاك

تفضل بزيارة هذا الموضوع القديم

http://www.forcabarca.com/vb/showthread.php?t=447934 

وفي حين أنّ 3-4-3 التي انتهجها برشلونة معظم فترات موسم 2011-2012

كانت سبباً في تراجع نتائج الفريق , إلا أنها في ذات الوقت

كانت مفتاحاً لاكتشاف فابريجاس في موقع متقدم لم يعرفه في آرسنال

وهو ما قاد فيسنتي ديل بوسكي بعد ذلك إلى استخدامه

كلاعب رئيسي في دور مهاجم وهمي (False9)

ضمن صفوف المنتخب الإسباني الذي نال لقب كأس الأمم الأوروبية 2012

وبالنظر إلى تجربة فابريجاس في برشلونة خلال الموسمين الماضيين

نجد أن أرقامه الهجومية لم تتراجع كثيراً

لكنه على أرض الواقع ظلّ خياراً بديلاً لا يمكن تفضيله

على تشافي أو إنييستا كلاعب أساسي في المباريات غاية الأهمية

وتلك كانت هي مشكلة سيسك التي دفعته للتفكير في ترك الفريق

والإستماع لإغراءات مانشستر يونايتد الذي أبدى رغبته الجادة في التعاقد معه

واقعياً , فابريجاس لا يمكنه أن يكون تشافي آخر

لأنه يلعب بشكل مباشر تجاه المرمى ولا يجيد كذلك

الإحتفاظ بالكرة أو اللعب في منطقة متأخرة من وسط ملعب برشلونة

كما أنه أيضاً يجد صعوبة في اللعب على حساب إنييستا

نظراً لأن الأخير يعيش أفضل فتراته من الناحية البدنية والفنية

بالإضافة إلى أن إنييستا لديه مهام محددة تشبه ولو قليلاً مهام تشافي

من تدوير مستمر للكرة واللعب في مناطق أكثر بعداً عن مرمى المنافس

ومن خلال الصورة أعلاه تلاحظ أن فابريجاس أشبه بلاعب حرّ

يتحرك في كل زوايا الملعب وكل مساحات خط الوسط

بخلاف إنييستا أو تشافي اللذان يفضلان اللعب على جانب واحد تقريباً من الملعب

مع تاتا مارتينو الوضع يبدو مختلفاً ذلك لأن جوارديولا وتيتو فيلانوفا

كانا يستخدمان فابريجاس كلاعب وسط رابع

إلى جوار الثلاثي المعتاد تشافي إنييستا و بوسكيتس

ما يجعل إنييستا يلعب أكثر كلاعب جناح من كونه لاعب وسط حقيقي

وفي 5 مباريات رسمية خاضها برشلونة حتى الآن

مارتينو لا يتخلى أبداً عن مبدأ اللعب بجناحين هجوميين

وباستثناء تغيير سيرجي روبيرتو مكان نيمار في الدقيقة 91 من مباراة فالنسيا

فإن تشكيلة برشلونة كانت تضم دائماً لاعبين إثنين على الأقل

من بين الرباعي نيمار , بيدرو , سانشيز و تيّو

و وفقاً لفكرة مارتينو باللعب دائماً بجناحيّ هجوم فإن فرصة فابريجاس

لـ اللعب مع تشافي وإنييستا بشكل أساسي كالسابق تكاد تكون معدومة

إلا في حالة غياب ميسي وهو أمر لا يحدث كثيراً

إذاً , أين سيلعب فابريجاس ؟

وهل كان محقّاً في قراره بالإستمرار مع برشلونة وفقاً لهذه الوضعية ؟

الجواب عند تاتا مارتينو ..

ذلك لأن الإستغناء ( إختيارياً ) عن تشافي أو إنييستا

كان قراراً لا يجرؤ جوارديولا أو فيلانوفا على إتخاذه

صحيح أنّ تشافي وإنييستا سبق لهما

الجلوس على دكة الإحتياط في مناسبات متفرقة

لكن ذلك كان يحدث لأجل إراحتهم لمباريات أكثر أهمية

وليس لوجود لاعب يمكنه أن يؤدي بشكل أفضل منهما

مارتينو نزع القدسيّة عن ثنائية تشافي وإنييستا

وأدخل فابريجاس معهما كلاعب ثالث في نفس المستوى

وأصبح عليه قبل كل مباراة أن يختار اثنين فقط منهما

ليلعبا بشكل أساسي بينما يبقى الثالث على دكة البدلاء

وباستثناء مباراة ملقا التي غاب عنها ميسي للإصابة

فإن مارتينو في الـ4 مباريات المتبقيّة

كان لا يلعب بـالثلاثي تشافي إنييستا وفابريجاس منذ بداية المباراة

فابريجاس ليس جزءاً من هذا الثلاثي فحسب

بل هو خيار تاتا مارتينو الأوّل وفقاً للأرقام والإحصائيات

فمن 5 مباريات رسمية ( 3 في الدوري و 2 في كأس السوبر)

فابريجاس لعب منذ البداية في 4 مباريات

وهو نفس رقم تشافي في حين أن إنييستا لعب أساسياً 3 مرات فقط

و وفقاً لدقائق اللعب فإن فابريجاس هو الأكثر مشاركة

بـ 378 دقيقة مقابل 359 لتشافي و 299 لإنييستا

السؤال المهم . .

ما الذي وجده تاتا مارتينو عند فابريجاس

ولم يجده عند تشافي أو إنييستا ؟

هذه اللقطة كانت من مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد في ذهاب كأس السوبر

وهي المباراة الوحيدة هذا الموسم التي لم يلعبها فابريجاس منذ البداية

ميسي يجد نفسه محاصراً داخل كمّاشة من 5 لاعبين

وهي تقريباً نفس الوضعية التي وجد نفسه فيها الموسم الماضي

أمام ميلان ذهاباً وأمام بايرن ميونخ في أليانز أرينا

وهي نفس المعاناة التي يكابدها برشلونة عموماً وميسي بشكل خاص

كلما لعب الفريق الكاتلوني أمام فريق منظّم و قويّ دفاعياً

وهو ما يجعل ميسي معزولاً عن بقية الفريق

وبالتالي يجد نفسه وبقية زملائه صعوبات كبيرة

في الوصول إلى شباك الفريق المنافس

لنعيد النظر إلى الصورة ولنلاحظ موقع تشافي وإنييستا

البعيدين تماماً عن مناطق صناعة الخطر على الدفاع المقابل

وهي بالطبع واحدة من مشاكل برشلونة

التي ظهرت على السطح بشكل واضح خلال المواسم الماضية

خاصة بعد رحيل هنري وإيتو وإبراهيموفيتش وحتى ديفيد فيّا

وهي الأسماء الهجومية التي كانت تتميز بتسجيل عدد وافر من الأهداف كل موسم

وبرحيلهم واحداً تلو الآخر أصبح الإعتماد على ميسي مرتفعاً

حتى أصبح تقريباً هو الحلّ الرئيسي وربما الوحيد في كثير من المباريات

هذه الصورة ملتقطة من مباراة الإياب أمام أتلتيكو مدريد أيضاً

ولكن هنا فابريجاس لعب أساسياً على حساب إنييستا

وسنلاحظ أنه يلعب تقريباً بالقرب من ميسي أو على الأقل

على نفس الخط خلف لاعبي الوسط وأمام لاعبي الدفاع للفريق المنافس

تغطية لاعب واحد لا يمكن مقارنتها بتغطية لاعبين

خاصة أن ميسي و فابريجاس يختلفان في الأدوار والمهام

فالأول يجري بالكرة ولا يتحرك كثيراً دونها

بينما الآخر تكمن خطورته و تتركز مهارته

في القدرة على التحرك في فراغات لا يتوقعها المنافس

السؤال الذي سيتبادر إلى ذهن كل متابع لبرشلونة

هو أن تقدم فابريجاس إلى هذه المنطقة لابد وأن يترك تشافي وحيداً

وبالتالي سيكون من الصعب عليه أن يدير الكرة في الوسط

بنفس الطريقة مع غياب واحد من أهم خيارات التمرير

المتمثل في إنييستا أو أي لاعب آخر يلعب في نفس موقعه المعتاد

هذه رسم توضيحي لمخطط هجمات برشلونة أمام فالنسيا

ففي الصورة الأولى نجد أن المناطق التي يهاجم منها برشلونة

موزعة بشكل متقارب ما بين عمق الملعب أو طرفيه الأيمن والأيسر

بينما في الصورة الثانية نجد أن محاولات برشلونة تجاه المرمى

معظمها (80%) يكون من عمق الملعب بشكل مباشر ورأسي تجاه مرمى المنافس

وفي الصورة الثالثة نجد أن 70% من التسديدات بشكل عام

يكون داخل منطقة جزاء الفريق المقابل

برشلونة لا زال يحضر هجماته في كل أنحاء الملعب

لكنه حين يحاول أن يوصل الكرة إلى منطقة ملائمة للتسجيل

فإنه يحتاج للدخول من طرفيّ الملعب إلى العمق

أو من العمق نفسه ولكن من منطقة وسط الملعب إلى الثلث الهجومي

ما يعني أنه في النهاية يبحث دائماً عن الوصول إلى ميسي

الذي يعتبر اللاعب الهجومي الوحيد المتواجد في عمق الثلث الهجومي للفريق

السؤال التالي ..

كيف تجعل الكرة تصل إلى ميسي بشكل أسهل؟

بالطبع تتذكرون الرباعية في مباراة ميلان في كامب نو

ولكن هل تتذكرون كيف لعب ديفيد فيّا دوراً مهماً و مؤثراً

في فكّ الرقابة عن ميسي حين كان دائماً يقف أمام المدافعين

ليمنعهم من التقدم للأمام والضغط عالياً على زملائه

وهو ما يسمح لميسي بعد ذلك باللعب بحرية أكبر في منطقة متأخرة

هذا الدور هو ما يقوم به فابريجاس حين يلعب إلى جوار ميسي

فعلى الرغم من كونه لاعب وسط في 4-3-3 الخاصة ببرشلونة

إلى أنه في أحيان كثيرة يتقدم للأمام ويشغل موقع رأس الحربة

وهو ما يسمح لميسي بالتراجع للخلف والحصول على مساحات أوسع

وخيارات أكثر حين يحصل على الكرة سواء عبر التسديد أو التمرير للاعب زميل

هل هذا هو كل ما يقوم به فابريجاس ؟

بالطبع لا , فكما ذكرت سابقاً أن ميزة سيسك التي لا تجدها عند ميسي

هي حركته الدؤوبة وطلبه المستمر للكرة

وهو ما يمنح زملاءه في الفريق خياراً للتمرير

لا يمكن للمنافس أن يتوقعه في كثير من الأحيان

و في الصورة أعلاه تُبيّن الخريطة الحرارية من مباراة ليفانتي

تحركات ميسي , تشافي وفابريجاس في ملعب المباراة

ويسهل ملاحظة أن فابريجاس يتحرك في منطقة واسعة جداً

وهو ما يعني أنه لا يلتزم بموقع واحد أو دور واحد

وإنما يتواجد حسب إحتياج الفريق ووفق مسار الهجمة

وفيما يلي سنستعرض بعض اللقطات التي توضح

الأدوار التي يقوم بها فابريجاس في الثلث الهجومي

فابريجاس يقرأ اللعب بشكل جيد للغاية

ونظراً لأنه لعب لفترات طويلة في آرسنال كلاعب إرتكاز

فإنه يحفظ عن ظهر قلب الطريقة التي يفكر بها المدافعين

أو لاعبي الوسط الذين يديرون وجوههم للأمام

وبالتالي يجد المساحة والوقت للتحرك في ظهورهم باتجاه المرمى

وفي هذه اللقطة نجد أن كل لاعبي ليفانتي

يتابعون الكرة بأعينهم وبالتالي يمكن للاعب سريع مثل فابريجاس

أن يتمركز بين لاعبي الوسط والدفاع

وينطلق بسرعة كبيرة وحركة مباغتة لطلب الكرة في ظهر آخر مدافع

ليجد نفسه في موقف لاعب ضد لاعب مع حارس المرمى

هذه أيضاً حالة مماثلة ولكن بشكل أقل خطورة

حيث يمكنه أن يطلب الكرة في ظهر لاعب منافس

ليكون مفتاحاً لبناء هجمة واعدة لفريقه

خاصة في المواقف التي يلعب فيها المنافس بخطوط متقاربة

تجعل تمرير الكرة إلى خيارات التمرير التقليدية

عُرضة ً للخطأ وبالتالي تؤدي إلى هجوم مرتدّ على مرمى فريقه

حالة أخرى , يشكل فيها فابريجاس الطرف الثالث

في كرة واحد/ثلاثة (One – Three)

بحيث يقرأ مسار الكرة منذ البداية

ويتوقع وصولها إليه بعد أن تمرّ بلاعب زميل

المميز في هذه اللقطة وفي كثير ممن على شاكلتها

أن تمرير برشلونة العرضي يتحول إلى فرصة محققة

بفضل تحرك رأسي (عمودي) باتجاه المرمى

لا يقوم به إلا لاعب ذكي وفطن مثل فابريجاس

حالة أخرى أيضاً , يتحرك فيها فابريجاس بشكل عكسي

ففي حين أن ميسي يأتي من الخارج للداخل

فإن سيسك يُقابله بحركة عكسية من الداخل للخارج

هذا التحرك يعطي ميسي خيارين للتصرف بالكرة

فإما أن يمرر الكرة إلى فابريجاس كما حدث في تلك الحالة

أو أن يستغل حركة فابريجاس التي تشد انتباه المدافعين

وتسحبهم لا شعوريا ً للإبتعاد عن المنطقة التي يحاول ميسي الوصول إليها

وبالتالي تكون لديه فرصة مثالية للتصويب على المرمى

أو الإختراق داخل منطقة الجزاء ومواجهة الحارس بشكل أكبر

آخر حالة سنتحدث عنها . .

كانت كرة هدف ميسي الثالث في مرمى فالنسيا

في الصورة رقم (1) نجد أن فابريجاس مرر الكرة باتجاه نيمار

وأثناء مرور الكرة إلى نيمار , فابريجاس ينظر إلى موقع ميسي

و يلاحظ أنه يتقدم من الخلف للأمام

في جزء من الثانية , فابريجاس يرسم في رأسه

السيناريو المتوقع للهجمة و يتخذ القرار بشكل سريع

فيتحرك بشكل متقاطع مع نيمار ليسمح له بالدخول للعمق

وبالتالي يجد ميسي نفسه في موقع مثالي للتسديد

http://www.youtube.com/watch?v=zTkReGIWM_Q 

شاهدوا هذا الفيديو . .

ولكن لا تتابعوا الكرة بل تابعوا فابريجاس جيداً

ستجدون أنه في كل الكرات تقريباً

ينظر لميسي ويحاول أن يحدد موقعه ويقرأ التصرف الذي سيقوم به

وبشكل واضح ستجدون أنه في الهدفين الأول والثاني

يمرر الكرة باتجاه ميسي بسرعة ودون تفكير

وحتى دون أن يرفع نظره بعيداً عن الكرة

لأنه يعرف بشكل مسبق أين يقع ميسي بالتحديد

http://www.youtube.com/watch?v=H1UNWd3KDyQ

بعد ذلك شاهدوا هذا الفيديو

ومجدداً لا تتابعوا الكرة ولا أي شيء آخر

فقط تابعوا فابريجاس جيداً وانظروا كيف كانت تحركاته

سبباً في 5 أهداف من أصل 7 سجلها برشلونة في شباك ليفانتي

ختاماً . .

دور فابريجاس وتأثيره الهجومي يتضح مباراة بعد أخرى

لكنه في نفس الوقت يحرم برشلونة من خيار دفاعي

متمثل في إنييستا أو تشافي اللذان يلعبان للخلف أكثر منه

وبالتالي سيكون لبرشلونة ثغرات دفاعية أكبر

التحدي الأكبر لتاتا مارتينو ولفابريجاس فيما تبقى من الموسم

أن لا تكون إسهاماته الهجومية وبالاً على دفاع الفريق

وإلا سنشاهد الكثير من الأهداف في شباك برشلونة

خاصة أن الفريق الكاتلوني بالكاد خرج بالنقاط الثلاث

من ملعبيّ ملقا وفالنسيا بفضل تألق فيكتور فالديس

وبفضل كرة في القائم في كلا المباراتين

كانتا كافيتين لجعل برشلونة لا يحصل على كل هذا الثناء