الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

لماذا يصر فان خال على طريقة 3-5-2 ؟




لطالما آمنت أن الوقت هو العدو الأول لأي طريقة لعب ولأي أسلوب كرة قدم , و لأن الوقت كفيل بإظهار عيوب أي فريق وأي طريقة فإنه لا وجود لطريقة لعب صالحة لكل الوقت ولا يوجد أسلوب قادر على تجنب الفشل باستمرار فما هو مناسب اليوم قد لا يناسبك غداً و قد تجد نفسك في رحلة البحث عن التغيير تعود لطريقة قديمة بتحسينات تناسب العصر الحديث وهكذا هو حال كرة القدم ففي كأس العالم 1990 كانت 6 منتخبات من أصل 8 بلغت الدور ربع النهائي تعتمد طرق لعب تحتوي على 3 مدافعين عوضاً عن 4 ثم تراجع هذا الأسلوب للخلف وبات اللعب بأربعة مدافعين ضرورة عند كل مدرب ومع بداية الألفية الجديدة كان من الشائع استخدام مهاجمين اثنين في كل فريق وكانت 4-4-2 بمختلف فروعها هي السائدة بين معظم الأندية والمنتخبات ثم اندثرت تقريباً لصالح 4-2-3-1 التي تعتمد على مهاجم واحد ولاعبيّ جناح واليوم يبدو أن دورة حياة كرة القدم تعود من جديد حيث أحرز مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد لقب الدوري في بلديهما بواسطة ثنائي هجوم ضمن طريق 4-4-2 و أحرز يوفنتوس لقب الكالتشيو الثالث توالياً بثلاثة مدافعين عوضاً عن أربعة !





بنهاية الموسم الذي قرر فيه السير أليكس فيرجسون اعتزاله حدثت عملية تدوير كبيرة بين مدربي الأندية حيث غير مورينيو وجوارديولا وأنشيلوتي وبيلجريني  ولوران بلان و رافائيل بينيتيز أنديتهم لكن مانشستر يونايتد قرر تجاهل كل هذه الاسماء وذهب في الاتجاه الذي رسمه أليكس فيرجسون حين اختار الاسكتلندي الآخر ديفيد مويس بديلاً له على افتراض أنه أكثر المدربين قدرة على فهم فلسفة فيرجسون و قيادة الفريق بنفس الأفكار التي تركها السير أليكس وراءه عوضاً عن التعاقد مع مدرب بفكر مختلف و رؤى جديدة , وبعد موسم فاشل بات فيرجسون قبل غيره متأكداً أن قراره لم يكن موفقاً وأن العطب الذي أصاب الفريق من بعده بحاجة لعملية تغيير كبيرة تشمل اللاعبين وتشمل الفلسفة التي سيتم تأسيس الفريق وفقاً لها خلال الفترة القادمة , مشكلة مانشستر يونايتد أنه فوت خيارات ممتازة حين اختار مويس وهذه الخيارات لم تكن مستعدة لتلبية رغبة اليونايتد بعد موسم واحد لكل منهم في ناديه الجديد وهنا كان الشياطين الحمر أمام مهمة الاختيار ما بين عدد من المدربين لكن معظمهم من المدربين قليلي الخبرة والتجربة مثل روبيرتو مارتينيز و ماوريسيو بوكيتينو و يورغن كلوب الذي كان خياراً يستحق المجازفة لكنه هو من رفض اليونايتد , وإذا نظرنا إلى تجربة ريال مدريد مع كارلوس كيروش و تشيلسي مع فياس بواش سنجد أن هؤلاء المدربين فشلوا كلياً من حيث تحقيق النتائج وفشلوا بشكل أكبر في تكوين هوية للفريق , صحيح أن نجاحات جوارديولا و كونتي المبكرة تغري البعض لمحاولة استنساخها عبر مدرب شاب لكن الوضع في البريمرليج يبدو مختلفاً لأن المنافسين أكثر عدداً و تجهيزاً من أي منافسين في دوري آخر ولذلك كان من الصعب أن يصرف مان يونايتد كل هذه الأموال و يبني مشروعاً كبيراً يهدف لعودة الفريق للقب الدوري من جديد ويضعه تحت تصرف مدرب قد تخونه الخبرة والتجربة في منتصف الطريق وقد يلحق ضرراً تحتاج لموسم أو موسمين لإصلاحه قبل أن تعاود البناء من جديد


لويس فان خال كان يمثل خياراً آمناً فهو يأتي من تجربة كروية كبيرة حيث انخرط في مجال التدريب منذ 28 عاماً , 23 عاماً منها قضاها كمدرب أول للمنتخب الهولندي ولعدد من الأندية محققاً لقب الدوري في 3 بلدان مختلفة مع عدة ألقاب محلية و أوروبية لكن الأهم من هذه الأرقام والألقاب أن فان خال من نوعية المدربين الذين يعملون على ترك بصمة و شخصية خاصة للفرق التي يدربونها , صحيح أن ذلك لا ينجح معه في كل مرة لكنه لا ينغمس في البحث عن النتائج والنجاحات بقدر ما يسعى لتأسيس ثقافة لعب محددة تأتي من خلالها الألقاب والبطولات , فان خال وقع عقداً لثلاث مواسم ستكون الأخيرة له في مسيرته التدريبية كما أعلن ويفترض أن يعطي اليونايتد خلالها خلاصة فكره و خبراته التي اكتسبها على مدى السنين







الأسلوب يأتي أولاً , هكذا ينظر لويس فان خال للفريق الذي يدربه فهو على استعداد دائماً لتغيير الفريق أو العناصر لأجل أسلوب لعب معين عوضاً عن تشكيل الأسلوب لملاءمة عناصر معينة أو لاعب نجم وفي نفس الوقت لا يعتبر فان خال من المدربين الذين يتخذون أسلوباً واحداً ولا يغيرونه فقد أحرز دوري أبطال أوروبا مع أياكس بطريقة 3-4-3 و فاز بالليجا مع برشلونة عبر طريقة 4-3-3 و حقق نجاحات مع بايرن ميونخ وفق طريقة 4-2-3-1 قبل أن ينجح بالوصول مع المنتخب الهولندي إلى المركز الثالث خلال كأس العالم الماضية متخذاَ طريقة 3-5-2 كأسلوب لعب للفريق ولذلك لم يكن من المتوقع أن يتنازل المدرب الهولندي عن قناعاته بتغيير أسلوبه الذي نجح خلال كأس العالم لأنه يراه الأكثر قدرة على النجاح في الوقت الحالي قياساً بأساليب اللعب التي استهلكت خلال المواسم الماضية , ولأجل إيمانه بأهمية أسلوب اللعب ولأنه عنيد وذو شخصية حادة للغاية يبدو أنه من الصعب ثني فان خال عن قناعته و ثقته بطريقة 3-5-2 التي يعتقد محبو مان يونايتد أنها ستقود الفريق للهاوية عوضاً عن قيادة للنجاح


 
لماذا 3-5-2 ؟






خلال العشر سنوات الماضية كانت طريقة 4-2-3-1 و 4-3-3 هي الأكثر انتشاراً في أوروبا و معظم الأندية الأوروبية تتخذها كطريقة لعب دائمة , وفي هاتين الطريقتين ظهرت فكرة تحويل لاعب الإرتكاز الوحيد في 4-3-3 أو أحد لاعبي الإرتكاز في 4-2-3-1 إلى صانع لعب خلفي يقوم ببناء الهجوم من الخلف عبر اختيار الاتجاه الذي تبنى منه الهجمة سواء بتمريرات قصيرة أو عبر إرسال كرات طويلة دقيقة للغاية , هذه الفكرة ظهرت لحلّ مشكلتين رئيستين عانت منها معظم الأندية الكبرى , الأولى أن صانع اللعب التقليدي أصبح يعاني من رقابة أقوى و أكثر كثافة من السابق بفضل زيادة المعدل اللياقي و الذكاء التكتيكي للاعب كرة القدم المعاصر والثانية أن لاعبيّ الجناح في كلا الطريقتين مطالبين بالتمركز على جانبي الملعب لتوسيع المساحات للاعب قلب الهجوم الذي يقع تحت رقابة خط دفاع الفريق المنافس وبالتالي يخسر الفريق المهاجم لاعبي هجوم على طرفي الملعب

فكرة لاعب الوسط الذي ينظم اللعب من الخلف والذي يعود للوراء ليسقط بين قلبي الدفاع حلت هاتين المشكلتين حيث أصبح هو من يدير اللعب من الخلف معوضاً الفريق عن صانع اللعب الذي يجب أن تمر الكرة عبر قدمه في كل هجمة و كذلك أصبح تقدم ظهيري الجنب أكثر أماناً لوجود لاعب ثالث في خط الدفاع وبالتالي يقوم الظهير بفتح المساحة على طرف الملعب و ويحصل الجناح على فرصة الدخول أكثر للعمق

هذه الفكرة جميلة لكن تطبيقها ليس ممكناً لكل الأندية لأن نوعية اللاعب الذي يقوم بهذا الدور محدودة جداً و متقدمة في العمر و لو نظرنا اليوم إلى اللاعبين الذين برزوا بهذا الدور سنجد أنهم جميعاً قد تخطوا الثلاثين عاماً باستثناء سيرجيو بوسكيتس الذي لن يتخلى عنه برشلونة بسهولة , بيرلو اليوم في الـ35 و جيرارد في الـ34 و تشابي ألونسو وتياجو موتا في الـ32 و فيليب لام و باستيان شفاينشتايجر في الـ30 ولا وجود في أوروبا كلها للاعبين قادرين حالياً على القيام بمثل هذه الأدوار فهل بات هذا الخيار ملائماً للمستقبل ؟ خاصة عند فريق ينوي بناء فلسفة جديدة تبقى لسنوات قادمة مثل مانشستر يونايتد ؟







أولاً لنلقي نظرة على تنظيم 3-5-2 الذي اتخذه فان خال في كأس العالم الماضية , سنجد أن ثلاثة مدافعين يقفون في الخلف وهناك ظهيري جنب يقفان على جانبي الملعب ثم هناك خمسة لاعبين لديهم حرية التحرك و التمركز في منطقة عمق الملعب وهم جميعاً غير مطالبين بإخراج الكرة من الخلف حيث ينتظرون خروج الكرة من ثلاثي الدفاع إلى أحدهم إو إلى أحد الظهيرين ومن ثم يقررون الطريقة التي سيتحركون بها لإكمال الهجوم



تراجع بوسكيتس وتقدم ظهيري الجنب يحول برشلونة لهذا الشكل

 تراجع فيليب لام وتقدم ظهيري الجنب يحول بايرن ميونخ لهذا الشكل

تراجع جاريث باري وتقدم ظهيري الجنب يحول إيفرتون لهذا الشكل


والآن لننظر إلى تنظيم الأندية التي تستخدم لاعب وسط يعود للتمركز بين قلبي الدفاع و سنجد أن نفس الفكرة تطبق بشكل مشابه حيث يصبح لاعب الوسط مدافعاً ثالثاً و يفتح ظهيري الجنب المساحات ويستعد اللاعبون الخمسة الآخرون لمرحلة ما بعد خروج الكرة من الدفاع , وهنا نجد أن هذه الأندية عملياً تتحول أثناء بناء الهجوم إلى شكل يشبه 3-5-2 أو 3-4-3






الحل البديل الذي تقدمه طريقة 3-5-2 يكمن في تعويض لاعب الوسط الدفاعي الذي لم يعد له بديل متوفر عند كل الأندية من خلال اعتماد ثلاثي دفاع دائم وليس بشكل مؤقت وهو ما يمنح الظهيرين فرصة للتقدم و يعفي بقية اللاعبين من التمركز على جانبي الملعب على الأقل في مرحلة بناء اللعب من نصف الملعب الخاص بك وفي الحالتين يكون للاعبي الوسط والهجوم حرية الحركة بين الخطوط وطلب الكرة بعيداً عن مناطق الضغط التي يشكلها المنافس




ما الذي تحتاجه 3-5-2 لتنجح ؟






في الأمام لا تختلف الأدوار كثيراً عن الأدوار التي يقوم بها اللاعب في 4-3-3 أو 4-4-2 لكن الاختلاف الحقيقي يكون في خط الدفاع , و صحيح أن 3-5-2 عوضت الشكل التكتيكي للفريق في مرحلة بناء الهجوم لكنها لم تعوض لاعب الوسط صاحب التمريرات الطويلة و المتقنة , ولهذا ستجد أن معظم الأندية التي نجحت باللعب بواسطة 3 مدافعين تعتمد على مدافعي جنب ( المدافع الأيمن والأيسر من بين ثلاثي قلب الدفاع ) بقدرات جيدة في التمرير الطويل أو الخروج بالكرة من الخلف والقدرة كذلك على اللعب كقلب دفاع و ظهير بنفس الجودة مثل جورجيو كيليني و أندري بارزالي وغالباً ما يوضع المدافع الأقل قدرة على القيام بهذه الأدوار في المنتصف بين قلبي الدفاع الآخرين كما كان الحال مع بونوتشي في يوفنتوس أو رون فلار في المنتخب الهولندي


 صورة من مباراة إيطاليا و كوستاريكا حيث يتقدم ظهير كوستاريكا الأيمن للضغط في الأمام فيتحول قلب الدفاع الأيمن لموقع الظهير ويتحول الفريق لخط دفاع رباعي



باعتقادي أن المدافع الأيمن و الأيسر في طريقة 3-5-2 هما أساس نجاح هذه الطريقة لأنهما في مواقف كثيرة يصبحان مطالبين بالتقدم بالكرة دون  فقدانها أو بالتمرير الطويل , كما أنهما مطالبين بمساندة لاعب الظهير في حال واجه لاعب منافس في موقف واحد ضد واحد , وعبرهما يمكن للفريق أن يتحول من خط دفاع بـ3 لاعبين إلى 4 أو 5 لاعبين حسب موقف كل هجمة ولهذا يحتاج أي مدرب للاعبين يملكون القدرة الفنية والذهنية للقيام بهذا الدور و ستجد في طريقة 3-5-2  أن قلب الدفاع الأيمن لا ينجح على اليسار ولا قلب الدفاع الأيسر ينجح على اليمين بخلاف خط الدفاع الرباعي الذي من الممكن أن يلعب فيه اللاعب في اتجاه لا يناسب قدمه المفضلة ولهذا اشترى فان خال ماركوس روخو و دالي بليند و صعد الشاب تايلر بلاكيت لأنه لا يريد أياً من مدافعيه أصحاب القدم اليمنى في موقع قلب الدفاع الأيسر

أعتقد كذلك أن نجاح 3-5-2 سيكون أكبر لو امتلك فان خال لاعب دفاع ( المدافع الأوسط من بين ثلاثي قلب الدفاع ) يملك القدرة على التقدم للأمام وقطع الكرات من المنافس , لأن روخو أو بليند على اليسار و جونز على اليمين يمكن أن يؤديان بشكل جيد بحكم لعبهما في مركز قلب الدفاع والظهير بنفس المستوى , ولا أجد اسماً لدور المدافع الأوسط أفضل من خافي مارتينيز الذي أعتقد أنه لولا إصابته لكان أهم أسباب نجاح بيب جوارديولا في تطبيق طريقة 3-4-3 التي أحرز بها كأس ألمانيا الموسم الماضي , ولكن من يدري فربما يجد فان خال مستقبلاً لاعباً بهذا الدور لا يقل شأناً عن المدافع الإسباني و يكون القطعة الناقصة في دفاع الشياطين الحمر





هل تنجح هذه الطريقة مع فان خال ؟

 
لدي ثقة أن 3-5-2 إذا ما طبقت بشكل جيد ستكون طريقة ناجحة و ربما تكون الطريقة الأكثر نجاحاً في المستقبل لكنها بحاجة للتطوير والتحسين وهذا لا يأتي بين عشية و ضحاها , ولأن فان خال مدرب مرن وقادر على اللعب بأكثر من طريقة فإنني كنت أفضل أن يبدأ الموسم بخط دفاع مكون من 4 لاعبين ثم يتحول منتصف الموسم إلى طريقة 3-5-2 , ولو نظرنا للتجارب المشابهة سنجد أن أنطونيو كونتي لم يحول يوفنتوس إلى 3-5-2 إلا في منتصف موسمه الأول معهم وبيب جوارديولا لم يعتمد 3-4-3 إلا في نهائي كأس ألمانيا آخر مباريات الموسم وفي البريمرليج صنع روبيرتو مارتينيز اسمه حين قاد ويجان للنجاة من الهبوط بشكل عجيب بفضل تغييره لطريقة اللعب في الجولة 25 حين حول ويجان إلى 3-4-3 فحقق الفوز في 7 من آخر 9 مباريات ذلك الموسم و تعرض للخسارة 3 مرات فقط  في 14 جولة لعبها بطريقة لعبه الجديدة وربما يكون العذر الوحيد لفان خال أن جدول مان يونايتد في البريمرليج يبدأ بمباريات متوسطة ثم يصبح أكثر صعوبة في المنتصف ولذلك قد لا تكون فترة منتصف الموسم مناسبة للتغيير نظراً لصعوبة المواجهات التي تنتظره لكنني كنت أفضل أن لا يبادر في الاعتماد عليها حتى يتعرف بشكل أكبر على قدرات اللاعبين و يحاول أن يجهزهم بشكل أكبر للعب بهذا الأسلوب

الغريب حقاً أن فان خال حين حول المنتخب الهولندي لـ3-5-2 احتاج لثلاث مباريات ودية فقط قبل أن يذهب لكأس العالم وشاهدنا هناك أن المنتخب الهولندي بدى وكأنه يلعب بهذه الطريقة منذ سنوات على الرغم من أن أندية الدوري الهولندي طوال الموسم الماضي لم تستخدم طريقة تحتوي على 3 مدافعين إلا في 3 مباريات فقط من قبل فينورد روتردام بينما لم تكن المباريات الودية التي لعبها مان يونايتد قادرة على تهيئة الفريق لطريقة اللعب الجديدة ولذلك لاحظنا الأخطاء الدفاعية التي عانى منها مان يونايتد بداية الموسم و ربما يعود ذلك لعقلية اللاعب الإنجليزي الذي لم يألف طريقة اللعب هذه خاصة وأن معظم مدافعي الفريق من دول بريطانيا ولم يلعبوا خارج البريمرليج






منطقياً يبدو فوز مانشستر يونايتد بلقب الدوري أمراً أقرب للمستحيل خلال موسمه الأول لأن هناك أربعة أندية على الأقل تسبقه من حيث الاستعداد الفني والثبات العناصري وبشكل أكثر وضوحاً يبدو تشيلسي ومان سيتي في مستوى أعلى من مان يونايتد حالياً ويصعب تجاوزهم في سلم الترتيب بفريق يُعاد بناؤه من جديد ولذلك فإن الموسم الأول لفان خال يفترض أن يكون موسم بناء أكثر من كونه موسم حصاد لاسيما وأن الفريق يقوم بعملية تغيير كبيرة في عناصره , إذا ما وافقنا على هذا التوجه فإن فان خال قد يصر على الاستمرار بطريقة 3-5-2 حتى لو كلفه ذلك التضحية بالمنافسة منذ وقت مبكر لأن الهدف الذي يسعى إليه تكوين هوية خاصة بالفريق خلال موسمه الأول , و شخصياُ لا أستبعد أن تتحول 3-5-2 مع فان خال من طريقة مغضوب عليها من قبل معظم المشجعين إلى طريقة ناجحة لأنها أثبتت قدرتها على النجاح سابقاً و في أكثر من مكان في الوقت الحالي كالمنتخب الهولندي و يوفنتوس و بايرن ميونخ الذي لم تكتمل تجربته بشكل تام كما أن اللعب بثلاثة مدافعين في العمق عوضاً عن قلبي دفاع نجحت مع كثير من المنتخبات في كأس العالم الماضية مثل تشيلي و المكسيك و كوستاريكا , وبالرجوع لعدد من المقابلات التلفزيونية والصحفية لفان خال يظهر بوضوح أنه يملك ثقة كبيرة لنجاح هذا الأسلوب وأن كل ما يحتاجه هو الوقت حتى يتعود اللاعبون على الأسلوب الجديد ثم تظهر النتائج وهنا سيختبر فان خال صبر مانشستر يونايتد لأن الفريق الأحمر لا يريد أن يصل مع المدرب الهولندي إلى مرحلة صدام قد تؤدي لرحيله لأن الفريق الذي تمتع طوال عقدين ونصف بميزة الاستقرار الفني لن يرغب في تغيير مدربه مجدداً وفي نفس الوقت سيسبب الغضب الجماهيري والإعلامي عامل ضغط مالم تتحسن النتائج في أقرب وقت ممكن , وبصفة شخصية أتوقع أن يتحسن حال اليونايتد بمرور الوقت ولو نجح فان خال في تطبيع اليونايتد على 3-5-2 سيكون قد أدخل للكرة الإنجليزية أسلوباً جديداً حيث لم يسبق لأي فريق أن أحرز لقب البريمرليج تحت مسماه الجديد وهو يلعب بثلاثة مدافعين




أبرز من نجحوا بطريقة لعب تعتمد 3 مدافعين





يوب ديرفال : ألمانيا – كأس أمم أوروبا 1980
إنزو بيرزوت : إيطاليا – كأس العالم 1982
كارلوس بيلاردو : الأرجنتين - كأس العالم 1986
فرانز بيكنباور : ألمانيا - كأس العالم 1990
جان توشاك : ريال مدريد – الدوري الإسباني 1989-1990
يوهان كرويف : برشلونة – دوري أبطال أوروبا 1992
يوهان كرويف : برشلونة – الدوري الإسباني 1990-1991 و 1991-1992 و 1992-1993
ريتشارد نيلسين : الدنمارك – كأس أمم أوروبا 1992
لويس فان خال : أياكس – دوري أبطال أوروبا 1995
بيرتي فوجتس : ألمانيا – كأس أمم أوروبا 1996
أوتمار هيتسفيلد : بروسيا دورتموند - دوري أبطال أوروبا 1997
مارتشيلو ليبي : يوفنتوس – الدوري الإيطالي 1997-1998
ألبيرتو زاكيروني : ميلان – الدوري الإيطالي 1998-1999
فيسينتي ديل بوسكي : ريال مدريد – دوري أبطال أوروبا 2000
أوتمار هيتسفيلد : بايرن ميونخ - دوري أبطال أوروبا 2001
فابيو كابيلو : روما – الدوري الإيطالي 2000-2001
فيليبي سكولاري : البرازيل – كأس العالم 2002
أنطونيو كونتي : يوفنتوس – الدوري الإيطالي 2011-2012 و 2012-2013 و 2013-2014
والتر ماتزاري : نابولي – كأس إيطاليا 2012
بيب جوارديولا : بايرن ميونخ – كأس ألمانيا 2014