السبت، 25 يوليو 2015

الملامح الأولى لفريق رافائيل بينيتيز






لم يجرِ ريال مدريد حتى الآن أي تغييرات كبيرة في صفوفه فهو لا يزال يحتفظ بفريقه الأساسي الذي خاض به الموسم الماضي لكنه بتغييره لمدرب الفريق يجعلنا نتطلع لتغيرات عدة على الجانب الخططي والتكتيكي للفريق بشكل عام أو للأدوار الفردية لبعض عناصر الفريق ، وربما لا تكون المباريات التحضيرية كافية للحكم على توجهات مدرب ما لأن هذه المباريات تشهد الكثير من التجارب وربما جرب المدرب في مباراة ودية ما لن يطبقه في مباراة رسمية 

لكنني سأحاول من خلال متابعتي لمباراة ريال مدريد أمام مانشستر سيتي التي جرت في ملبورن الأسترالية ضمن مباريات كأس الأبطال العالمية أن أنقل الملاحظات البسيطة التي يمكن القول أنها الملامح الأولى و التغييرات المبكرةش التي سيدخلها رافائيل بينيتيز على نظام لعب الفريق !





رافائيل بينيتيز يُعرف بتشبثه الشديد بطريقة ٤-٢-٣-١ التي استخدمها في معظم فترات مسيرته الدريبية ويعلم المشجع المدريدي أن فريقه منذ موسم ونصف على الأقل وهو يلعب بطريقة ٤-٣-٣ التي حقق بفضلها كارلو أنشيلوتي الكأس العاشرة ، لذلك فإن التحول من طريقة إلى أخرى يحتاج لوقت ولعدد من المباريات حتى يصل الفريق إلى شكله الجديد دون مشاكل


بينيتيز دخل مباراة السيتي ب٤-٢-٣-١ التي توقع معظم المدريديين أنها ستكون طريقة اللعب الجديدة للفريق لكن مع تغيير مهم أحدثه بينيتيز منذ مباراة روما عبر الاعتماد على جاريث بيل كلاعب عمق وليس كلاعب جناح كما كان الحال عليه في الموسمين الماضيين ، بالاضافة الى تحويل ايسكو للجناح الايمن وفيما عدا ذلك لم تكن هناك تغييرات غير متوقعة في مراكز اللاعبين






ايسكو لعب كجناح أيمن و كثيراً ما تمركز أمام كارفاخال لطلب الكرات ونجح من موقعه في لعب عدد من الكرات العرضية للاعبي الهجوم لكنه لم يكن جناح تقليدياً ولم تكن مهمته مقتصرة على ذلك ، بل كان اللاعب الذي تتغير من خلاله طريقة اللعب من ٤-٢-٣-١ إلى ٤-٣-٣ والعكس ، ولا شك أن هذا الدور المزدوج الذي يؤديه ايسكو مهم للغاية على الأقل في الفترة القادمة حتى يتحول الفريق بشكل كامل إلى ٤-٣-٣ لأن أدوار ايسكو المزدوجة والتي من المحتمل أن يؤديها خاميس رودريجز في حال عودته للفريق ستساعد الفريق في الحفاظ على تجانسه في مرحلة بداية الموسم قبل أن يقوم بينيتيز بتعديلاته الكاملة في فترة متقدمة من الموسم







فبتراجع إيسكو إلى الخلف ودخوله لعمق الملعب يشكل الاسباني الضلع الثالث لمثلث الوسط الذي يتكون منه و الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش ، و يدفع ايسكو للتراجع بهذا الشكل مهمة هجومية تتمثل في مساعدة كروس و مودريتش في عملية بناء اللعب من الخلف وإخراج الكرة شكل سليم من مناطق الفريق الدفاعية 





بينما المهمة الدفاعية لإيسكو تتمثل في تشكيلة لجدار حماية يحمي خط الدفاع بالإضافة لتشكيل زيادة عددية تساهم في زيادة فرص قطع الكرات من الفريق المنافس كما أنها تسمح لكروس او مودريتش الخروج إلى أحد جانبي الملعب لتأمين لاعب الظهير دون القلق على المساحة التي سيتركها وراءه





وبتحول ريال مدريد لـ ٤-٣-٣ ولو بشكل جزئي كان هناك فارق مهم عن نفس الرسم الخططي الذي طبقه أنشيلوتي سابقاً و يكمن الفارق في طريقة التعامل مع الكرة في الثلث الأخير من الملعب ( الثلث الهجومي لريال مدريد ) حيث كان فريق أنشيلوتي يعتمد على تدوير الكرة بشكل مبالغ فيه مع نزول جاريث بيل ورونالدو للخلف أو دخولهما للعمق لاستلام الكرات وتبادلها مع لاعبي الوسط والهجوم وهو ما جعل الفريق يعاني من مرحلة تحضير طويلة لكل هجمة قد تصل لمرحلة (العكّ الهجومي) في كثير من المواقف !







أمام مان سيتي كان الفريق يعتمد على اللعب المباشر والوصول للمرمى عبر كرات طويلة ومرتفعة تُرسل إلى ثلاثي الهجوم ( بيل - رونالدو - بنزيما ) وهو خيار ممتاز جداً قياساً على السرعة التي يمتلكها ٢ من هذا الثلاثي بالاضافة للعب كرات عرضية يمكن استغلالها بفضل طول قامة لاعبي خط الهجوم

ومع مرور الوقت وتتالي المباريات ستتحسن قدرات الفريق في استغلال مثل هذه الكرات التي لو نجح بينيتيز في تكييف لاعبيه عليها فإنها ستكون حلاً هجومياً فتاكاً أمام معظم أندية الليجا ذات الدفاعات المتوسطة و ستساعد على أقل تقدير على منح الفريق انطلاقة هجومية قوية مع بداية الدوري








على الجانب الدفاعي أبرز الملاحظات أن الفريق أصبح يلعب بخطوط متقاربة تساعد على شكل زيادات عددية في مناطق مختلفة من الملعب لإيقاف هجمات المنافس خاصة على جانبي الملعب رغم أن الفريق في هذه المباراة لم يكن يدافع في الغالب بأكثر من ٧ لاعبين وهو عدد قد لا يكون كافياً أمام الأندية التي تملك لاعبين مهرة يمكن لهم صنع الفارق في المساحات الضيقة






كذلك كان ملاحظاً أن خط دفاع الفريق لا يلعب في منطقة متقدمة للغاية بل كان يبدو أقرب لحارس مرماه مما اعتدنا عليه سابقاً ، كما أنه في حال تجاوز لاعبي المنافس لخط الوسط لا نشاهد رباعي الدفاع كمجموعة أو أفراد يحاولون المجازفة لاعتراض المنافس بل يفضل الدفاع التراجع للخلف ومحاولة تأخير الهجمة إلى حين عودة لاعبي خط الوسط

ما يدعو للتفاؤل أن شباك ريال مدريد لم تستقبل إلا هدفاً واحداً من ركلة جزاء في ١٨٠ دقيقة خاضها الفريق أمام روما ومان سيتي رغم كثرة التغييرات في خط الدفاع بفضل التنظيم الجيد الذي من المتوقع أن يكون أهم الميزات التي سيضيفها بينيتيز للفريق



الإيجابيات :

١- أداء هجومي قوي و غزارة في الفرص
٢- لعب مباشر و استغلال لسرعة المهاجمين
٣- تقليص مدة تحضير الهجمات
٤- تنظيم دفاعي ( تقارب خطوط - زيادة عددية )




السلبيات :

١- استحواذ أقل على الكرة
٢- افتقاد لاعب الوسط القوي بدنياً لمنع اختراقات المنافس
٣- تأخر لاعبي الوسط أحياناً في ارسال كرات طويلة حتى يفقد المهاجم أفضلية تمركزه أو يقع في التسلل

٤- ضعف الدور الدفاعي لثلاثي الهجوم 


(ملاحظة :  بالضغط على الصور يمكن مشاهدتها بالحجم الطبيعي)