الاثنين، 30 سبتمبر 2013

ريال أنشيلوتي ومشوار طويل من التحسن




كان إختيار كارلو أنشيلوتي خلفاً لجوزيه مورينيو
كمدرب لريال مدريد قراراً يهدف إلى إعادة الهدوء إلى البيت الأبيض
الذي شهد صداماً وإنقساماً لم يكن النادي ليقاومه أكثر من ذلك
لكن الفنّي الإيطالي إلى جانب شخصيته المسالمة وخبرته العريضة
أتى وفي ذهنه الكثير من التغييرات التي ينوي أن يُدخلها على الفريق الملكي
مستنداً على خبرته العريضة كلاعب تتلمذ على يديّ سفين جوارن أريكسون و أريجو ساكي
أو كمدرب يزاول المهنة بلا توقف منذ ما يقارب 18 عاماً

" المشكلة الوحيدة هي طريقة إيجاد الفرص
ولن نصل إلى ذلك إلا بنوعية من اللاعبين السريعين "

" أريد من اللاعبين أن يلعبوا وأن يقرؤوا المنافس في نفس الوقت
سرعة رونالدو يجب أن نستغلها في الهجمات المنظمة من العمق
لا أن نكتفي فقط بالهجمات المرتدة , ولأنني إيطالي
أرى أن الهجمات المرتدة خيار هجومي جيّد "

" لكن لا يجب أن يكون هذا فقط هو أسلوب ريال مدريد
يجب على فريق بحجم ريال مدريد أن يُحكم سيطرته على اللعب
ليس من خلال الإستحواذ العادي ولكن عبر الإستحواذ الفعّال
فإذا كان بإمكاننا أن نصل إلى المرمى من 3 لمسات
فلماذا نضيع الوقت في إعادة الكرة إلى الخلف !! "

" نحن لسنا مثل الذين يمررون 30 تمريرة بحثاً عن ثغرة
وإذا أردنا أن نكون ممّن يصلون إلى المرمى عبر 3 لمسات
يجب أن نزيد من سرعة اللعب وكلما كانت سرعتنا أعلى
كلما كان الهجوم أسهل "

كان هذا جزءاً مما قاله المدرب الإيطالي
في مؤتمره الصحفي قبل أسبوع تقريباً من الآن
وفيه يتحدث أنشيلوتي عن الخطوط العريضة لفلسفته
التي ينوي تطبيقها مع ريال مدريد هذا الموسم
وفي الحقيقة أن الصحافة وحتى نحن كمشجعين عرب
إحتجنا لوقت طويل نوعاً ما لنعرف ماذا يفكر فيه الدون كارلو
وما إذا كان سيسير على أرث جوزيه مورينيو
أو أنه سيأخذ الفريق معه نحو فكر جديد وفلسفة خاصة به

صيفاً , الصحافة المدريدية تحدثت عن تيكي تاكا جديدة
وبصفة شخصية تحدثت ضمنياً عن ذلك في تدوينة بعد إنتقال إيارامندي
مستندين على فكرة أنّ الـ4-3-3 ذات الطابع الهجومي الجريء
ستكون هي السمة السائدة للفريق خلال الموسم الجاري
وفقاً لتحضيرات الفريق خلال الصيف ووفقاً لتحركاته في سوق الإنتقالات

الـ 4-3-3 تحولت بعد ذلك إلى 4-4-2 كلاسيكيّة
والأهم من ذلك أن ريال مدريد لم ينتقل لأسلوب إمتلاك الكرة ( تيكي تاكا) كما كان متوقعاً
وإنّما بقي فريقاً يدوّر الكرة في منتصف ملعبه
ولكنه حين يبحث عن المرمى يجد مصاعب جمّة في الوصول إليه
بعكس السهولة التي يجدها حين يشنّ هجوماً مرتداً





الفكرة العامة لمدريد كارلو أنشيلوتي كما يظهر في الصورة
تتمثل في اللعب برباعي دفاع يقف أمامه لاعبيّ إرتكاز
على الجانبين هناك لاعبيّ وسط في دور وسط أيمن Right Midfielder
ولاعب آخر على الجانب الأيسر في دور Left Midfielder
مع زوج من المهاجمين في الأمام أحدهما أقلّ ميلاً للهجوم من الآخر
وكما نلاحظ فإن طريقة اللعب هذه لا وجود لصانع لعب
بالمفهوم التقليدي لصانع اللعب ( لاعب يلعب مباشرة خلف رأس الحربة)
محاولاً تعويض ذلك بلاعب إرتكاز ذو ميول هجومية
مع مساهمة مستمرة للاعبيّ الوسط الأيمن والأيسر في الإمداد الهجومي

السؤال الذي يهم كل مدريدي . .
لماذا يغير أنشيلوتي طريقة 4-2-3-1 التي اعتاد الفريق عليها مع مورينيو ؟




(الأحصائية خاصة فقط بمباريات الدوري المحلي)


طوال مسيرة كارلو أنشيلوتي كمدرب
لم يكن الإيطالي مرجعاً لطريقة لعب 4-2-3-1 حتى وإن استخدمها في بعض الفترات
لأنه كان يبني فريقه على طرق لعب أكثر ميلاً للهجوم من عمق الملعب
كـ 4-3-2-1 التي أبدع فيها مع ميلان أو مع تشيلسي عبر 4-3-3 بمختلف فروعها
والتي كانت تعتمد على دروجبا و أنيلكا في آنٍ واحد
عوضاً عن اختيار أحدهما كمهاجم وحيد يلعب حوله لاعبيّ جناح أيمن وأيسر

في نفس الوقت , أنشيلوتي في تجاربه خارج إيطاليا
جرّب 4-2-3-1 في إنجلترا وفي فرنسا
ولذلك بإمكانه أن يعود إليها في إسبانيا لو استلزم الأمر ذلك

ميزة أنشيلوتي تكمن في قدرته على استخدام طرق لعب مختلفة
بخلاف جوزيه مورينيو الذي لعب كل مبارياته بطريقة لعب واحدة
باستثناء عدد قليل من المباريات معظمها كانت في موسمه الأول





أحد أكبر الأهداف التي يحاول أنشيلوتي أن يحققها بطريقة لعبه الحالية
هو توفير موقع جديد ومناسب لـ كريستيانو رونالدو
ليكون أكثر قرباً من المرمى وليكون أكثر قدرة على تشكيل خطورة هجومية

وبصفة شخصية فإنني كنت أعتقد دائماً أن لاعباً بحجم رونالدو
عليه أن يلعب مباشرة تجاه المرمى وفي العمق بشكل أكبر
ذلك لأن ميسي على سبيل المثال لم يصل إلى هذا السجل التهديفي الكبير في كل موسم
حين كان يلعب كجناح أيمن في بداياته مع بيب جوارديولا
وإنما حدثت له هذه الطفرة التهديفية عندما تحول للاعب قلب هجوم

صحيح أن الخصائص الفنية وطرق اللعب
تجعل قياس تجربة ميسي على رونالدو ناقصة نوعاً ما
لكن الفكرة الأساسية في الحالتين تشترك في أمر جوهري
وهو أنك كلما كنت أقرب للمرمى كلما كنت أكثر قدرة على التسجيل
كما أنك تملك الفرصة حينها للتصويب بشكل مباشر
عوضاً عن الدخول من الطرف للعمق
ومحاولة تجاوز لاعب أو لاعبين حتى تجد مساحة للإختراق أو التصويب

الإحصائيات تقول أن رونالدو كان يمتلك معدل تصويب
يصل إلى 6,9 تسديدة في المباراة خلال الموسم الماضي
بينما في هذا الموسم ارتفع معدله إلى 8,6 تسديدة للمباراة
علماً بأن معدله كان أكثر من 9 تصويبات في كل مباراة
إلى ما قبل مباراة أتلتيكو مدريد الأخيرة
وهذا كله بسبب مواجهته للمرمى بشكل رأسي ومباشر

هذا ما يتعلق بالجانب الهجومي , ولكن ماذا عن الجانب الدفاعي ؟

رونالدو وميسي نوعية مختلفة من اللاعبين
لأنهم يلعبون كل المباريات في كل المسابقات
ولتحمّل هذا الحمل البدني الكبير على موسم كامل
لا يطلب المدربون عادة منهم أدوار دفاعية كاملة
ودائماً ما كانت جبهة ريال مدريد اليسرى تعاني
بسبب قلة تراجع رونالدو وهو ما أجبر مورينيو بعد ذلك
على ضمّ فابيو كوينتراو بمبلغ كبير جداً
ليكون خياره الدفاعي في موقع الظهير الأيسر
لتقليل الضرر الدفاعي الناتج عن قلة دعم رونالدو

لذلك فإن تحويل رونالدو للعمق خيار هجومي ممتاز
وفي نفس الوقت يؤمن لك خيار دفاعي إضافي
بتواجد لاعب على الطرف الأيسر بإمكانه
أن يقدم إسهامات دفاعية تفوق ما كان يقدمه رونالدو

السؤال التالي . .
كيف سيعوض ريال مدريد افتقاده لصانع اللعب الحقيقي ؟





أحد أهم الحلول التي اقترحها أنشيلوتي
كان التعاقد مع الإسباني الشاب إيسكو
ذلك لأنه بإمكانه أن يقوم بأدوار هجومية كلاعب وسط أيسر
كما أنه قادر على مساندة الدفاع
على الأقل بشكل أكبر مما كان يقوم به رونالدو

إيسكو في رسم أنشيلوتي التكتيكي هو أحد لاعبي وسط على الأطراف
لكنه يمثل الجزء الأكثر ميلاً للدخول إلى عمق الملعب
بخلاف دي ماريا أو جاريث بيل اللذان حين يلعبان كلاعب وسط أيمن
فإنهما يكونان أكثر ميلاً للعب على الجناح الأيمن





ميكانيكية الحركة في وسط ريال مدريد أثناء بناء الهجمة
تتمحور حول حركة إيسكو من الطرف للعمق
والتي تُقابل دائماً بحركة رونالدو العكسية من العمق للطرف
وبالتالي يتشكّل الفريق كما في الصورة أعلاه
في حالة تشبه حالة الفريق الهجومية في رسم 4-2-3-1
بحيث يشكل إيسكو الرأس السفلي لـ المُعيّن الهجومي
الذي يتكون منه ومن رونالدو بنزيما ودي ماريا

الحلّ الثاني لتعويض غياب صانع اللعب
يتمثّل في لوكا مودريتش والذي يقوم بمهمة تنظيم اللعب
وقيادة الهجمات في ثلث الملعب الأوسط الخاص بريال مدريد

مستوى مودريتش وأرقامه ارتفعت كثيراً
و يمكن القول أنه وجد نفسه في نظام كارلو أنشيلوتي
أكثر من نظام جوزيه مورينيو الذي قيّده كلاعب إرتكاز

مودريتش لديه مشكلة وهي أنه كلما امتلك الكرة
فإنه لا يجد صانع لعب يقوم بالإقتراب منه
وبالتالي يوفر له خيار تمرير في العمق يسمح له بإبقاء كرته
في عمق الملعب وليس الإضطرار لنقلها إلى أحد الجانبين
ولنفهم ذلك علينا أن نقارن كيف يبدو تشافي مع ميسي وكيف يبدو بدونه
ذلك لأن ميسي دائماً يمثل خيار تمرير مهم للأمام
وبدونه يفقد تشافي أهم خياراته للتمرير فتختفي خطورته
وهو تقريباً ما حدث في كأس القارات الأخيرة أمام البرازيل





هذه المشكلة يمكن حلها بتراجع أحد قلبيّ الهجوم للوسط
لكن بنزيما ورونالدو لا يفعلان ذلك بالشكل الكافي حتى الآن
وهو ما يجبر مودريتش على الخروج بالكرة إلى مناطق متقدمة بحثاً عن ثغرة
وهنا يقع مودريتش ويقع الفريق معه في مشكلة أخرى

هذه المشكلة ظهرت بشكل واضح أمام فياريال في الجولة الرابعة
حين لعب مودريتش وإيارامندي سوياً في عمق وسط الريال
فبسبب تقدم مودريتش للأمام يكون إيارامندي وحيداً معظم الوقت في الخلف
ومع كل ارتداد سريع للكرة من قبل المنافس
يجد إيارامندي نفسه أمام ثلاثة لاعبي وسط على الأقل
يحاولون إختراق وسط ريال مدريد ودفاعه باتجاه المرمى
و لهذا السبب اختار أنشيلوتي تحديداً إبقاء مودريتش كلاعب إحتياطي
أمام أتلتيكو مدريد قبل أن يظطر لإستخدامه في الشوط الثاني







مشكلة مودريتش تظهر بشكل واضح حين يلعب إلى جوار إيارامندي
لكنها تكون أقل وضوحاً وأقل ضرراً حين يلعب مع سامي خضيرة
وفي الحالتين سيبقى مودريتش مجبراً على إرتكاب مثل هذه المغامرات
لتدعيم الهجوم الذي لا يتراجع لاستلام الكرات منه

هذا ما يخص إيسكو و مودريتش , ولكن ماذا عن جاريث بيل ؟

منذ انتقاله إلى النادي الملكي لم يلعب 90 دقيقة كاملة
ولم يلعب مباراتين متتاليتين كلاعب أساسي
ولذلك لا يمكن الوصول حتى الآن إلى تصور واضح
للدور أو المركز الذي سيلعب فيه اللاعب الويلزي

هناك إحتمالان حول موقع جاريث بيل المنتظر
الأول .. أن كارلو أنشيلوتي سيستخدم بيل كلاعب قلب هجوم ثانٍ
عوضاً عن بنزيما متذبذب الأداء والأرقام
وهو ما يُفسر عدم تعاقد ريال مدريد مع لاعب مهاجم
على الرغم من توفر الخيارات في سوق الإنتقالات
وعلى الرغم من فقدانه للأرجنتيني جونزالو هيجوين

بينما الإحتمال الثاني , أن جاريث بيل سيلعب على اليمين
تحديداً في نفس موقع أنخيل دي ماريا الحالي
وهو ما يُفسر انتقال مسعود أوزيل
الذي وجد نفسه متنافساً مع الأرجنتيني والويلزي
على مركز واحد تقريباً طوال الموسم

شخصياً , أجد أن الإحتمال الأول أقرب للحدوث
لأن الويلزي لن يدافع كثيراً كما يفعل دي ماريا
بالإضافة إلى أنه انفجر تهديفياً عندما جعله فياس بواش أكثر عمقاً
ومنحه فرصة مواجهة المرمى من مناطق متقدمة





مشاركة جاريث بيل في هذا الموقع تحلّ لأنشيلوتي مشكلتين
الأولى أنه لن يضطر للدفع بكريم بنزيما كلاعب أساسي
والثانية أنه سيوفر للاعبي الوسط خيار تمرير للأمام
لأنه سيكون أكثر ميلاً للتراجع مقارنة بكريستيانو رونالدو
أضف إلى ذلك أنه حين تلعب أمام أندية تمتلك لاعب إرتكاز
يقوم بتنظيم اللعب من الخلف مثل تشافي وشفاينشتايجر و جوندوجان
فإنك تحتاح للاعب منضبط تكتيكياً يمارس الضغط عليه معظم الوقت
وهو ما سيعرفه الريال حين يلعب لاحقاً أمام يوفنتوس
الذي يدور خط وسطه بالكامل حول الرائع أندريا بيرلو

صحيح أن أنشيلوتي استخدم بيل في كل المباريات السابقة
كلاعب وسط أيمن لكنه لا يُلام في ذلك كون اللاعب
لم يصل للجاهزية البدنية الكاملة التي تجعله يستفيد منه بشكل حقيقي
ولذلك علينا أن ننتظر حتى الأسابيع القادمة
لنرى بشكل أكثر وضوحاً أين هو الموقع الذي دفع ريال مدريد
ما يقارب 100 مليون يورو ليجعل جاريث بيل يشغله !





معظم سلبيات فريق كارلو أنشيلوتي ظهرت أمام أتلتيكو مدريد
ولذلك فإن ما تبقى من هذا الموضوع سيكون للحديث عن تلك المباراة

ففي الصورة أعلاه نجد كيف أن ريال مدريد تنازل عن عمق الوسط
وجعل كرته تدور بين مدافعيه أو عبر الأطراف
دون أن يتمكن من تشكيل خطورة حقيقية عبر إختراق وسط أتلتيكو مدريد
هذا العيب الواضح سببه الرئيسي تطبيق الفريق لـ 4-4-2
والتي لم يكن الخلل فيها كطريقة لعب وإنما في آلية تنفيذها




فعندما لا يدخل إيسكو أو دي ماريا لعمق الملعب
ولا يكون لديك لاعب وسط دفاعي ( محور ) ذو ميول هجومية
ولا يتراجع بنزيما أو رونالدو لاستلام الكرة بعيداً عن ضغط المدافعين
عندما يحدث ذلك كله تتشكل مثل تلك الصورة
والتي تكررت كثيراً لاسيما في شوط المباراة الأول

ولك أن تتخيل أن بنزيما طوال 90 دقيقة لمس الكرة 14 مرة فقط
وهو الذي كان بإمكانه أن يقوم بأكثر من ذلك
لو تراجع للخلف لاستلام الكرات وسحب المدافعين بعيداً عن مرماهم
ليمنح رونالدو مساحة أكبر و ليساهم في فكّ الخناق عن بقية زملائه
عوضاً عن الإستسلام لرقابة مدافعي أتلتيكو الذين منعوا وصول الكرات إليه





ما حدث لم يكن خطأ أنشيلوتي فقط بل كان أيضاً بتدبير من سيميوني
لأن ميكانيكية الحركة أثناء بناء هجمات ريال مدريد
كانت تمر من خط الدفاع تجاه إيارامندي أو سامي خضيرة
وهذا الثنائي تحديداً لا يجد الحلول إلا على الأطراف
سواء عبر التمرير لـ إيسكو و دي ماريا أو حتى عبر التمرير لظهيري الجنب
ومن ثم يحاول هذا اللاعب المتواجد على طرف الملعب
أن يدخل بالكرة إلى عمق الملعب سواء عبر تمريرها للاعب زميل
أو عبر اختراقه للداخل والكرة بين قدميه

أتلتيكو لا يمارس ضغطه بشكل واضح في مرحلة البناء الأولى
لكن ما إن تصل الكرة إلى لاعب على الطرف
ويبدأ في البحث عن حلّ للدخول بالكرة إلى عمق الملعب
إلا ويجد نفسه محاصراً من قبل 3 لاعبين على الأقل
وبالتالي تنعدم الخيارات وتكثر التمريرات الخاطئة





ولو ألقينا نظرة على التمريرات البينية Throw-In
التي تخترق هذا التنظيم لوجدنا أنها كلها كانت عبر الأطراف
ولم ينجح الفريق ولو في القيام بتمريرة بينية واحدة
إلى داخل عمق ملعب أتلتيكو مدريد !

ريال مدريد ظل يتناقل الكرة من جانب إلى جانب
بحثاً عن منفذ يدخل من خلاله إلى مناطق أتلتيكو الدفاعية
وفي سبيل بحثه عن هذه الثغرة كان يتناقل الكرة من جانب إلى جانب
لتضيع 23% من مجمل تمريراته في المباراة بهذه الطريقة





هل هذه المشكلة سببها عدم وجود صانع لعب ؟



شخصياً أعتقد أن المشكلة لم تكن لتظهر بهذا الحجم
لو لعب الفريق بصانع لعب حقيقي منذ بداية المباراة
لكنني في نفس الوقت لا أعتقد أنها لم تكن لتحدث مطلقاً
لو لعب الفريق بصانع لعب حقيقي والسبب أن هذه المشكلة
عرفها ريال مدريد حين لعب أمام أتلتيكو مدريد نفسه
في نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي بوجود مسعود أوزيل صانع اللعب حينها
وللتذكير فإن ريال مدريد في تلك المباراة سجل هدفاً واحداً من كرة ثابتة
ولم ينجح طوال 90 دقيقة في إختراق تنظيم أتلتيكو الدفاعي
والذي كان مشابهاً لما شاهدناه في المباراة الأخيرة





كيف يتحسّن ريال مدريد ؟

في البداية علينا أن نتفق أنه ليس من شروط النجاح في كرة القدم
أن تلعب بصانع لعب واحد يتمركز خلف لاعب قلب هجوم
فبرشلونة على سبيل المثال لا مكان في تشكيلته للاعب مشابه
وحتى ريال مدريد ديل بوسكي كان فيه زين الدين زيدان لاعب وسط أيسر
أكثر من كونه صانع لعب خلف المهاجم كما عرفناه في المنتخب الفرنسي

المشكلة عند ريال مدريد تكمن في مساهمة بقية اللاعبين
في الإمداد الهجومي وتنويع مصادر الخطورة عوضاً عن الإعتماد
على صانع لعب واحد يتوقف الفريق عندما يتوقف هو عن إيجاد الحلول
وللأمانة فإن التحول لأسلوب مختلف عمّا اعتدت عليه لثلاثة مواسم
يحتاج للوقت لتظهر معالمه وليعتاد الفريق على كافة تفاصيله
خاصة وأن المرونة التكتيكية التي يؤسسها أسلوب أنشيلوتي الجديد
ستكون مفيدة للفريق في المراحل الإقصائية لدوري أبطال أوروبا
وهي البطولة التي يستهدفها الفريق في كل عام
خاصة وأن هامش الخطأ في الليجا يبدو ضيّقاً
مما يجعل تحقيقها صعباً خلال موسم أول لا يصل فيه الفريق
إلى الرؤية الكاملة التي يضعها له مدرب الفريق .