الثلاثاء، 20 مايو 2014

لماذا أعتقد أن سامي يستحق موسماً آخر ؟



حين يحاول الكثيرون أن يقيموا تجربة موسم سامي الجابر مع الهلال يقيمونه وفقاً للبطولات وللمنجزات مستندين على حقيقة أن الهلال وُجد ليكون بطلاً و صديقاً حميما ً لمنصات التتويج , ورغم اتفاق كلّ الهلاليين على هذا المبدأ الأزرق وهذه العادة الهلالية الحميدة إلا أننا نظلم سامي المدرب وفقاً لهذه المبدأ لأننا نغفل جانباً مهماً للغاية وهو أن سامي الجابر تسلّم تدريب الهلال وهو بعيد عن القمة التي اعتاد الوقوف على أعلى درجاتها , الهلال قبل سامي لم يعرف الألقاب الآسيوية منذ أحد عشر عاماُ و لم يحقق كأس الملك منذ عودتها بالنظام الجديد مع غياب عن لقب الدوري خلال آخر موسمين ولو تتبعنا الرسم البياني للفريق الهلالي لوجدنا أنه خلال العشر سنوات الماضية مرّ بفترات هبوط و صعود حيث عرف النجاح مع باكيتا ثم تراجع قبل أن يعود مع كوزمين الذي تراجع الفريق مجدداً بعد ترحيله قبل أن يبلغ الفريق ذروة عطائه الفني مع البلجيكي إيرك جيرتس ليعود مجدداً للتراجع التدريجي بعد ذلك حيث خسر الهلال لقب دوري لمصلحة الشباب بعد تعيين توماس دول مدرباً و لقب دوري آخر مع أنطوان كومبواريه الذي لم يكمل موسمه , وهنا نصل إلى سؤال جوهري وهو هل تسلم سامي تدريب الهلال وهو في القمة ؟ هل عُيّن ليكمل مسيرة فريق بطل أم ليُعيد فريقاً متراجعاً للألقاب وللمنافسة الحقيقية ؟ وهل كان هذا الموسم هو أفضل موسم قد يحصل فيه سامي على فرصة تدريب الهلال ؟ الجواب بالطبع سيكون لا , لأن وضع الهلال الذي وصل إليه مؤخراً كان يُصعّب من مهمة النجاح على أي مدرب خبير و محنك فضلاً عن مدرب شاب بلا خبرات كبيرة. ولو قيّمنا الفريق الهلالي من مقياس القدرة على المنافسة على الدوري تحديداً , لوجدنا أن الهلال لم يحتفظ بحظوظه للجولة الأخيرة خلال آخر موسمين سبقت تعيين سامي و بقي أداء الفريق متذبذباً في كل البطولات ذات النفس الطويل و لولا الخروج بلقبيّ كأس ولي العهد التي لا يتطلب الفوز بها أكثر من لعب 4 مباريات لما حقق الهلال ألقاباً منذ دوري 2010-2011 الذي أكمل فيه جابرييل كالديرون عمل جيرتس , وإذا ما نظرنا لقائمة هلال جيرتس الذي يمثل القمة التي انحدر منها مستوى الفريق في المواسم التالية و قارنا بينها وبين هلال سامي لوجدنا أن حارساً عملاقاً كمحمد الدعيع قد اعتزل دون أن تعوضه الإدارة الهلالية بحارس قادر على شغل الفراغ الذي تركه , و لوجدنا أن رحيل أسامه هوساوي الذي يمكن اعتباره أفضل مدافع هلالي منذ الألفية الجديدة لم يتم تعويضه كذلك بمدافع محلي مناسب , ناهيك عن أن لاعب وسط بقيمة خالد عزيز ترك الفريق دون أن يعوض بلاعب يماثله في القدارت الفنية بغض النظر عن المشاكل التي رحل لأجلها وقس الأمر كذلك على اللاعبين الأجانب فهل كاستيو مثل رادوي و هل يملك الهلال اليوم لاعباً مؤثراً مثل ويلهامسون ؟ ولو قسنا الأمر على مدربين آخرين غير جيرتس هل يملك الهلال اليوم طارق تايب آخر ؟ وهل دفع الهلاليون مبالغاً ضخمة كالتي دفعت ليوسف العربي و إيمانا لتعزيز صفوف الفريق ؟ الحقيقة الواضحة أن سامي تسلم فريقاً هو الأسوأ عناصرياً من بين معظم المدربين الذين سبقوه فهو لا يملك حارس مرمى في مستوى فريق كالهلال ولا خط دفاع مثالي ولا عناصر محلية قادرة على صنع الفارق في خط الوسط وباستثناء ناصر الشمراني وتياجو نيفيز لا يمكن القول أن سامي لديه لاعبين في مستوى تشكيلات الهلال التي حققت الدوري خلال السنوات الماضية وهنا نتحدث عن مستوى لا عن أسماء لأن الدوسري عبدالعزيز و نواف العابد و سلمان الفرج وغيرهم من اللاعبين النجوم في نظر البعض لا يمنحونك نفس الأداء في كل مباراة فضلاً عن كثرة إصاباتهم و تراجع مستوياتهم في كثير من الأحيان ولهذا فإن المنافسة على كل الألقاب والمطالبة بتحقيقها تتطلب واقعياً فريقاً أفضل من الموجود و لاعبين أجانب كلهم من مستوى نيفيز وتلك خطيئة الإدارة التي تحاول الآن أن ترميها على سامي المدرب , ولك أن تتخيل أن كل أجانب الهلال الخمسة ( الرباعي الحالي + هرماش ) هذا الموسم باستثناء نيفيز لم يكلف أيّاً منهم إدارة النادي مبلغاً يفوق 2 مليون يورو بينما في السابق كان يدفع للاعب واحد مؤثر ما يفوق ما دفع للأربعة مجتمعين , ما أريد أن أصل له هنا أن الهلال بهذه العناصر كان بالإمكان أن يحقق الدوري لكن تحقيقه لها سيكون إنجازاً وفقاً لما يملكه من إمكانات ولا يُعدّ الاخفاق في تلك المهمة كارثياً قياساً بخسارة الأهلي لدوري 2012 الذي صرف لأجله مبالغاً طائلة وجلب لاعبين أجانب ربما كانوا الأفضل في تاريخه ولذلك فإن الوصول إلى المركز الثاني في بطولتين من أصل 3 محلية و تجاوز أكثر من نصف المشوار الآسيوي يعد حصاداً طيباً لسامي قياساً بكونه موسم أول له كمدرب و موسم أول له في النادي وإذا كان البعض يعترضون على سامي المدرب من باب أنه لم يكون للفريق هوية خاصة و شكل تكتيكي واضح فإنني أتساءل من هو الفريق السعودي الذي كانت له هوية واضحة غير النصر ؟ ماهي الهوية التي شكلها مدرب معروف مثل بيريرا ؟ أو تلك التي كانت لدى الشباب الموسم الماضي مع برودوم ؟ وماذا بقي من هوية الفتح خلال هذا الموسم ؟ وماهي الهوية التي منحنها مدرب عالمي مثل ريكارد للمنتخب السعودي؟ أتساءل لأنهم يتحدثون عن الهوية وكأن لكل نادٍ سعودي هوية باستثناء الهلال في حين أن الوصول لهوية واضحة وشكل ثابت للفريق يعد استثناءً في الملاعب السعودية لا حالة ثابتة , وإذا ما ألزمنا سامي بتكوين هوية خاصة للفريق هل كان موسمه الأول كافياً للوصول إلى تلك الهوية ؟ إذا أردت أن تعرف الجواب فقس الأمر على أي نادٍ أوروبي و ستجد أن مدرباً مثل جوزيه مورينيو يصر دائماً على أن موسماً واحداً لا يكفي لصنع فريق قادر على الفوز بالألقاب و لوجدنا أن موسمه الثاني غالباً ما يكون الأكثر نجاحاً , ومن أغرموا بجيل برشلونة الحالي يعلمون أن أداء فريق بيب جوارديولا بلغ ذروة المتعة والأداء الفني خلال موسمه الثاني والثالث رغم أن موسمه الأول كان الأكثر تتويجاً بالألقاب , وهو ما حدث كذلك مع يوب هاينكس الذي خسر مع بايرن ميونخ كل الألقاب في موسمه الأول قبل أن يعود ليفوز بكل شيء في الموسم الذي تلاه بعد أن تشرب اللاعبون أفكاره و نظرياته الكروية , وإذا عدنا لسامي لوجدنا أنه كان على الطريق الصحيح لوضع بصمته على الفريق وهو ما ظهر في المراحل الأخيرة من هذا الموسم حيث بدأنا نرى شكلاً محدداً للفريق وطريقة لعب واضحة مع ثبات كبير في العناصر وهو ما زادنا ثقةً في رؤية فريق أفضل الموسم القادم خاصة بعد تطور مستوى خط الدفاع الذي أنهى الموسم بهدف واحد فقط في شباكه خلال آخر 9 مباريات , مع قوة هجومية واضحة منحت الفريق معدلاً يفوق الهدفين لكل مباراة خلال هذا الموسم , ولك أن تتخيل أن إدارة الهلال في حالة رفضها لاستمرار سامي الجابر ستقيل مدرباً حقق الفوز في 70% من مبارياته خلال الموسم الأول وهي الأعلى من بين كل المدربين بعد كارينيو الذي فاز في 78% من مبارياته مع فارق أن كارينيو لعب 9 مباريات أقل من سامي ولم يلعب أي بطولة خارجية , فهل كانت إدارة الهلال تتوقع رقماً أفضل من سامي ؟ أخيراً في حال قامت إدارة ابن مساعد بجلب مدرب أجنبي فإنني أتمنى من سامي ألا تغير تجربة موسمه الوحيد مع الهلال من ثقته بنفسه وألا تنال من عزيمته ولا رغبته في أن يكون مدرباً ناجحاً فمعظم المدربين الناجحين لم يحظوا ببداية مثالية و لازال سامي في مستهلّ حياته كمدرب والمستقبل كفيل بكشف ما لديه من قدرات .

هناك 3 تعليقات:

  1. كلام اكثر من منطقي..
    انت رائع

    ردحذف
  2. اشكرك شكر خاص يا نزار على هذه المقالة وصفت حال الهلال باختصار شاكر لك حرصك على عشقك الأبدي

    ردحذف
  3. السلام عليكم انا اسمي ريثة اشتغل في شركت بوزيف المتخصصة في الآعلان في الآترنيت
    المنتوجات التي نبيع هي
    مقالات اشهاريا
    نقدم 100 $ لكل مقال منشور في موقعك
    اريد ان اقترح موقعك لزبنائنا
    اذا كنت مهتم راسلني على العنوان التالي
    rita.moudar@buzzeff.com
    شكرا


    Hello,

    I’m Rita Moudar , Project manager at Buzzeff Middle East,
    we are a social advertising platform and we are looking for bloggers who can participate to our clients campaign by seeding videos or publishing sponsored articles ,
    we pay 100$ per article,
    We currently have a campaign to publish about a famous channels network and I would like to propose your portal,
    Let me know please if you are interested,
    Looking forward to hear from you,
    thank you,
    Website: http://www.buzzeff.com my email rita.moudar@buzzeff.com


    Rita Moudar
    Project Manager
    Mobile: +212 665340758
    Fixe: +212 522 232 840
    www.buzzeff.com

    ردحذف