الاثنين، 9 ديسمبر 2013

رؤيـة تـكـتـيـكـيـّة (2)



Man. United  vs  Everton


منذ إصابة مايكل كاريك و ديفيد مويس مدرب الشياطين الحمر
يجري تجاربه للوصول إلى أفضل زوج من اللاعبين في منطقة الوسط الدفاعي
وخلال كل المباريات التي تلت إصابة الدولي الإنجليزي
كان المدرب السابق لإيفرتون يستخدم ثنائي محور إرتكاز مختلف عن الآخر
ما أفقد الفريق تناغمه والإنسجام الذي يحتاجه في ذلك المركز
وأمام إيفرتون جرّب مويس الثنائي مروان فيلايني وريان جيجز
لكنها بلا شك كانت واحدة من أسوأ الثنائيات في ذلك المركز





ما نشاهده في الصورة هي هجمة مرتدة مبكرة لإيفرتون في الدقيقة السابعة
تولّدت بعد قطع للكرة من قبل لاعبي وسط إيفرتون لتضع الرباعي الهجومي
في مواجهة 3 لاعبين فقط من مانشستر يونايتد

هذه الحالة حدثت نظراً لأن جيجز وكاريك يقومان بالتقدم معاً للأمام
مفتقدين للتناغم الواجب توافره بين ثنائي الإرتكاز
والذي يجعل تقدّم أحدهما ملزماً للآخر بالتغطية خلفه ومنع مثل هذه الهجمات المرتدة
وتكمن خطورة مثل هذه الحالة في كونها لا تحتاج لتكرارها عدة مرات
بل ربما كلّفك الوقوع في خطأ واحد من هذا النوع فقدان نتيجة المباراة
بسبب خطأ تنظيمي بدائي بالنسبة للاعبي خط الوسط





على النقيض تماماً في حالات أخرى تتطلب دعماً هجومياً من قبل ثنائي الإرتكاز
تجد أنه في هذه الحالة الكرة بحوزة رافائيل ( الظهير الأيمن )
ويبدو بوضوح أن خياراته الهجومية بعيدة جداً عنه بالإضافة لخضوعها لمراقبة لصيقة

هنا يحتاج حامل الكرة للاعب الوسط الدفاعي الذي يستلم منه الكرة
لكن لا وجود لـ مراون فيلايني ولا لـ راين جيجز
ولحسن حظ رافائيل أنه لم يكن محاصراً بشكل أكبر من قبل لاعبي إيفرتون
وإلا لكان مجبراً على فقدان الكرة أو إتخاذ قرار تمرير خاطئ





يتميّز إيفرتون بأنه من الأندية التي تلعب بـ جانحيّ هجوم بشكل دائم
وفي وجود بينار و ميرالاس أو حتى ديلوفيو تكون خطورة التوفيز أكبر على الجانبين
و هذه الخطورة تتطلب دعماً من لاعب الإرتكاز القريب
حتى لا يترك ظهير الجنب في مواجهة 1 ضد 1 أو حتى 1 ضد 2 مع لاعب منافس

ما قام به فيلايني في هذه الكرة هو التصرف الصحيح للاعب الإرتكاز
لكن لاحظ كيف أن راين جيجز يقف على مسافة بعيدة منه تتجاوز الـ30 متراً
تاركاً لاعبي 2 من لاعبي إيفرتون في مساحة خالية لإستلام الكرة






هدف المباراة الوحيد هو نموذج لسوء تمركز وأدوار ثنائي إرتكاز مان يونايتد
ففي هذه الحالة مروان فيلايني يترك دوره كلاعب إرتكاز يفترض به
أن يتواجد على قوس منطقة الجزاء لحماية المدافعين من الأمام
ليتحول كقلب دفاع ثالث على نفس الخط تقريباً مع نيمانيا فيديتش وكريس سمولينغ

صحيح أن لوكاكو لاعب قوي بدنياً و طويل القامة
لكن نيمانيا فيديتش كان قادراً طوال المباراة على التعامل مع مهاجم قوي مثله

فيلايني لم يكتفِ بسوء التمركز فحسب بل سمح في هذه الكرة للمهاجم البلجيكي
بأن يستلم الكرة ويستدير بها ثم يمررها لأوفييدو الذي حول الكرة في الشباك




Bologna  vs  Juventus


في غياب 6 لاعبين أساسيين في تشكيلة أنطونيو كونتي الأساسية
كان بولونيا يملك فرصة لمفاجأة يوفنتوس والخروج ولو بنقطة من أمامه
خاصة وأن المباراة تقام على ملعبه وقبيل مواجهة يوفنتوس الهامة في دوري أبطال أوروبا

وفي غياب أندريا بيرلو الذي يبني هجمات البيانكونيري من الخلف
لجأ ستيفانو بيولي مدرب بولونيا لعب أمام يوفنتوس بطريقة 3-4-3
والهدف من ذلك استخدام ثلاثي الهجوم كوني و ديامانتي و بيانكي
للضغط مباشرة على ثلاثي دفاع يوفنتوس كيليني أوجبونا و بارزالي
ومنعهم من إيصال الكرات إلى ثلاثي الوسط بوجبا , فيدال وماركيزيو





و بسبب تنظيم بيولي و اختياره للضغط على يوفنتوس بـ 3 مهاجمين
تولدت بين خطوط فريقه مثل هذه المساحات الواسعة للغاية
ويمكن القول أن خط الوسط المكوّن من محوري إرتكاز وظهيري جنب
قد اختفى تماماً بسبب هذا الشكل التكتيكي للفريق
فلاعبي الإرتكاز يعودون للخلف بشكل مبالغ فيه لمنع كوالياريلا و فوتشينتش
من الوقوع في موقف 1 ضد 1 مع لاعبي خط الدفاع للفريق الأحمر والأزرق
بينما يُجبر ظهيري الجنب على التراجع كثيراً بسبب تقدم أظهرة يوفنتوس إيسلا و بيلوسو





هذه صورة للكرات التي لمسها أنجيلو أوجبونا الذي لعب كمدفاع أوسط
في موقع ليوناردو بونوتشي حيث كان الإيطالي الأسمر أشبه بلاعب إرتكاز
ويمكن القول أن كلّ لاعبي خط دفاع يوفنتوس وجدوا الفرصة للعب بشكل متقدم
ومجدداً الثلاثي أوجبونا بارزالي و كيليني كانوا أكثر من قام بالتمرير في المباراة
بسبب المساحة والوقت الذي وجدوه على الرغم من تواجد 3 لاعبين من بولونيا أمامهم مباشرة
والذين كانوا يحاولون إغلاق منافذ التمرير أكثر من ممارستهم للضغط المباشر





في مثل هذه الظروف أنطونيو كونتي استغل قدرات لاعبيه لإرسال كرات طويلة
تضرب التنظيم الدفاعي لبولونيا بواسطة سرعة تحرك مهاجمي البيانكونيري
ومع مساعدة من قبل خط دفاع بولونيا الذي كان يلعب متقدماً للغاية عن حارس مرماه
بالإضافة للعبه على خطوط مختلفة تُسهّل من عملية ضرب مصيدة التسلل الخاصة بهم

هدف يوفنتوس الأول هو مثال حقيقي على الأخطاء التي تحدث
عندما لا يكون دفاعك دائماً على خط واحد وهو الخيار الذي تختاره معظم الأتدية
لتجنب الوقوع في أخطاء مصيدة التسلل والتي تكون عواقبها وخيمة للغاية





4 مدافعين من بولونيا في هذه الحالة كانوا على 4 خطوط مختلفة
وبسبب هذا التنظيم السيء وجد ماركيزيو و فيدال الفرصة لاستغلال مثل هذه الكرة
التي مررت من بيلوسو لتجد أرتور فيدال والذي سجل من خلالها الهدف الأول




Dortmund  vs  Liverkusen


كانت التوقعات قبل بداية الموسم تشير لصراع ثنائي وحيد و جديد
بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند على لقب البوندسليجا
لكن باير ليفركوزن قلب التوقعات ودخل كطرف ثالث في هذه المنافسة
خاصة وأنه أحد فريقين نجحا هذا الموسم في حرمان بايرن ميونخ من الإنتصار في البوندسليجا





الفنلندي سامي هيبيا هو أحد المدربين الذين تخلوا منذ الموسم الماضي
عن تظيم 4-2-3-1 الشائع في ألمانيا خلال السنوات الماضية
ويظهر في الصورة الرسم الإفتراضي لتمركز لاعبي باير ليفركوزن في خطة 4-3-3
والذي سنفهم من خلاله كيف حافظ الفريق الأحمر على شباكه نظيفة ً
أمام فريق مرعب هجومياً خاصة حين يلعب في ملعبه وأمام جماهيره

هجومياً , باير ليفركون اعتمد كثيراً على تقدم ظهيري الجنب
الإيطالي جيوليو دوناتي والألماني من أصل تركي إيمري كان
ومن أصل 18 كرة مررت إلى الظهير الأيمن 11 منها كانت في منتصف ملعب دورتموند
بينما على الجانب الأيسر 14 تمريرة من أصل 28 مررت إلى إيمري كان
كانت بعد خط المنتصف أي في نصف الملعب الخاص بـ دورتموند





كاسترو و بيندر لاعبيّ الوسط Central Midfielder (CM)
كان يسقطان خلف الظهيرين مباشرة لتأمينهما دفاعياً
ولمنحهما الحرية اللازمة لاستلام الكرات في ملعب بروسيا دورتموند
ومن ثم إنطلاق هجمات الفريق تجاه شباك فايندنفيلر

ليفركوزن يلعب بجناحيّ هجوم حول ستيفان كيسلنج رأس الحربة
لكن سامي هيبيا كان يهدف لبناء الهجوم عبر لاعبين قادمين من الخلف
لمنح الكوري هيونج مين سون والألماني ينز هيجلير
فرصة الزيادة الهجومية واللعب في المساحات بين دفاع الفريق الأصفر
والذي يُعاني من غياب خط دفاعه الأساسي بالكامل





هدف ليفركوزن هو ترجمة لهذه الفكرة حيث قطعت الكرة
من قبل الظهير إيمري كان ثم مررت للاعب الوسط جونزالو كاسترو
قبل أن تمرر إلى الكوري سون والذي يلعب على الورق كلاعب جناح
لكنه في هذه الحالة استلم الكرة من موقع رأس الحربة
ليتجاوز حارس المرمى ويسجل الكرة مباشرة في الشباك






دفاعياً , تقدم ظهيري الجنب كان يحتاج لدعم دفاعي من قبل لاعبي الوسط
خاصة على الجانب الأيمن الذي انطلقت من خلاله 38% من هجمات ليفركوزن
ولأجل ذلك كان لارس بيندر الذي لعب سابقاً في مركز الظهير الأيمن
يسقط في المساحة خلف الإيطالي دوناتي لتأمينه دفاعياً
لدرجة أن خريطة تحركات الدولي الألماني تظهره كلاعب ظهير أكثر من كونه لاعب وسط
وتظهر كذلك دوناتي كلاعب جناح أكثر من كونه لاعب ظهير
وهذا كله بفضل التناغم و تبادل الأدوار الذي يجيد لاعبي ليفركوزن القيام به




هذه حالة أخرى للتنظيم الدفاعي لفريق سامي هيبيا
والذي نجح بفضله في تعطيل الكثير من هجمات بروسيا دورتموند
ويظهر في الصورة الكوري سون وهو يقوم بالضغط مباشرة على حامل الكرة
مكوناً خطاً دفاعياً بالإشتراك مع الظهير و لاعب الوسط ( الثلاثي الذي تسبب في هدف ليفركوزن )
وهو ما منع وصول الكرة لمناطق ليفركوزن الدفاعية في كثير من الحالات



Roma  vs  Fiorentina


بعد خسارة روما لـ 8 نقاط في آخر 4 مباريات
لم يكن رودي جارسيا مستعداً لخسارة المزيد من النقاط
والإبتعاد عن يوفنتوس بفارق نقطي يفوق 3 نقاط

مشكلة روما في التعادلات الأربع المتتالية كانت مشكلة هجومية
ذلك لأن الفريق تمكن من التسجيل 3 مرات فقط
في آخر 4 مباريات على الرغم من أن مبارياته تلك كانت أمام أندية
 3 منها ( كالياري – ساسولو – أتلانتا ) في النصف الثاني من جدول الترتيب





رودي جارسيا استخدم ورقة مايكون الهجومية كما ينبغي
فعلى الرغم من كونه لاعب ظهير أيمن إلا أن جارسيا منحه الفرصة للتقدم للأمام
وتظهر في الصورة أعلاه أن 32 كرة من أصل 40 مررها لاعبي روما
باتجاه مايكون كانت أثناء تواجد البرازيلي بعد خط المنتصف

80% من الكرات التي أرسلت لمايكون كانت في موقف هجومي للاعب البرازيلي
وهو ما منح روما زيادة عددية في الأمام سنشاهد الآن كيف تم استغلالها

تحول مايكون لموقع الجناح الأيمن يحرر فلورينزي ( الجناح الأيمن )
 من واجباته في ذلك الموقع وبالتالي تكون له الفرصة للدخول إلى عمق منطقة الجزاء
ليلعب قريباً من قلب الهجوم الوهمي آدم لياليتش





في هذه الحالة ( الهدف الأول ) روما لديه فرصة مواجهة دفاع فيورنتينا
بأربعة مهاجمين ونرى كيف أن دخول فلورينزي للعمق
سحب معه 3 مدافعين من فيورنتينا ليبقى مايكون ولياليتش في موقف 1 ضد 1
في حين أن جيرفينيو على الجانب الآخر يمكنه استلام الكرة دون رقابة
وهو ما حدث بالفعل حيث وصلت الكرة إلى جيرفينيو ومنه عادت إلى مايكون
ليسجل روما الهدف الأول وليصنع بنفس السيناريو تقريباً
العديد من الفرص في الدقائق القليلة التي تلت هذا الهدف !





روما دخل الشوط الثاني وهو بحاجة لهدف آخر ليحقق الفوز
بعد نجاح فيورنتينا من إدراك التعادل بواسطة خوان فارجاس
ومجدداً رودي جارسيا كان بحاجة للاعب طُعم يُشغل به دفاع فيورنتينا
ولذلك قام باستبدال فلورينزي الذي كان يقوم بهذه المهمة
ودفع بقلب هجوم حقيقي ماتيا ديسترو

ديسترو كان يتمركز على اليسار ( موقع جيرفينيو في الشوط الأول )
ليفتح المساحة لـ مايكون و جيرفينيو ولياليتش
لاختراق دفاع فيورنتينا من الناحية اليسرى للفريق البنفسجي





تغيير ديسترو كان في الدقيقة 57 وبعدها بـ10 دقائق ( دقيقة 67 )
نجح ديسترو بنفسه من تسجيل الهدف الثاني لفريقه
وخلال هذه الـ10 دقائق روما سجل هدفاً وأصاب القائم عبر ستروتمان
وحصل على فرصتي تسجيل تصدى لها الحارس البرازيلي نيتو

اللافت أن المحاولات الـ4 التي كانت خلال 10 دقائق فقط
3 منها صنعت بواسطة جيرفينيو ( من ضمنها هدف ديسترو )
وكل هذه المحاولات عبر الجبهة اليمنى لفريق روما
التي تحولت لمصدر خطر بعد دخول ديسترو وتغيير مركز الإيفوراي !






دفاعياً , روما كان يدرك حجم الخطر الذي يمكن توقعه
من خلال الهجمات التي يقودها جناحي فيورنتينا فارجاس و كوادرادو
ولذلك كان مهدي بن عطية و لياندرو كاستان يخرجان للأطراف
لتأمين الحماية للبرازيليين مايكون و دودو

هذه التحركات كانت تترك مساحات بين قلبي الدفاع
لكن دانييلي دي روسي كان يقوم مباشرة بالسقوط بينهما
أو في أحيان أخرى يقوم بالسقوط بين قلب الدفاع ولاعب الظهير
ليتولى بنفسه مهمة مساندة ظهير الجنب وجعله لا يبقى في موقف 1 ضد 1 مع لاعب من فيورنتينا
وهو ما حرم فيورنتينا من استغلال تحركات مهاجميه
التي كانت تهدف للدخول في تلك المساحات عبر لاعبين قادمين من الخلف





ولو نظرنا على سبيل المثال للكرات التي قطعها كاستان
أو تلك التي اعترضها او شتتها لوجدنا أن معظمها على الجانب الأيسر
تماماُ بالقرب من دودو الظهير الأيسر أو ربما من نفس موقعه
وهو ما لم يكن ليحدث لولا أن دي روسي كان يؤمن مركزه
في كل مرة ينطلق فيها قلب الدفاع البرازيلي للتغطية على طرف الملعب