السبت، 22 فبراير 2014

سامي .. نجح في الإختبار الأهم !






قبل المباراة كنت ناوي أكتب تغريدة لكن تراجعت عنها والآن نادم إني كتبتها 

كنت بقول فيها ان مباراة النصر والهلال هي اهم اختبار لسامي من بداية الموسم 

وهنا لازم تسأل سؤال مهم

ليش هذي المباراة هي أهم اختبار ؟

بالنسبة لي واحد من أهم مقاييس المدرب الناجح هي القدرة على التعلم من اخطائه وعدم العجز عن ايقاف اسلوب فريق منافس لأن لكل أسلوب لعب عيوب و نقاط ضعف لكن الفرق أن هناك مدربين لو يلعب ١٠ مرات أمام نفس المنافس ما يقدر يطلع بأي حاجة وهناك أيضاً مدربين يعرفون كيف يستفيدون من عثرات الماضي لصناعة مستقبل أفضل للفريق

طبعاً هالكلام ثبت صحته مع كثير من المدربين ولولا ذلك لكان هناك فريق واحد يفوز باستمرار وهذي هي حلاوة كرة القدم

جوزيه مورينيو مع الانتر تعادل و خسر من برشلونة في دور المجموعات ثم اخرجهم في نصف النهائي وحقق دوري الأبطال ومع ريال مدريد انهزم بـ٥ في أول كلاسيكو ثم تعادل مع برشلونة في مدريد عن طريق ركلة جزاء ولكن بعدها بأيام هزمهم في نهائي كأس ملك إسبانيا

بيب جوارديولا اللي يسيطر على الدوري الألماني بالطول والعرض لعب أول مرة أمام دورتموند ويومها فاز عليه يورغن كلوب ٤-٢ وبمستوى فني وتألق لصالح دورتموند لكنه بعد ذلك فاز على دورتموند في ملعبهم بـ٣-٠ !

نرجع لسامي .. سامي لو ظل عاجز امام النصر في ٣ مباريات متتالية كنت بشك في ذكاءه كمدرب وفي مقدرته على إيجاد حلول للتعامل مع أسلوب لعب النصر اللي ما قدر أي فريق وأي مدرب خلال هذا الموسم إنه ينجح في إيقافه

طبعاً لازم نعرف إن مافيه شي تغير في النصر لأن الفريق جاي من سلسلة انتصارات امتدت لـ١٣ مباراة متتالية في الدوري بالاضافة لأن صفوفه مكتملة وماعنده أي غيابات مؤثرة مع ملاحظة أن كارينيو لعب بنفس الخطة والعناصر اللي تعود يلعب فيها أمام الهلال وبالتالي فإن سامي حاول إنه يجرب أسلوب جديد أمام نصر يملك كل مقومات الانتصار من ثبات في المستوى و تكامل عناصر و دافع ورغبة لتحقيق انتصار يحقق من خلاله الدوري من أمام الهلال 

سامي لعب مع النصر مرتين هذا الموسم وفي المرتين كان يبدأ المباراة بطريقة ٤-٢-٣-١ بحيث يلعب بجناحين و صانع لعب واحد ومهاجم وحيد
بينما في هالمباراة سامي لعب ٤-٤-٢ والملاحظ إن أبو عبدالله تخلى عن الجناحين اللي هم غالباً ٢ من أحد الثلاثي (عبدالعزيز و سالم و نواف )
وفضل اللعب باثنين صناع لعب (نيفيز والشلهوب) مع البدأ بياسر وناصر لأول مرة أمام النصر

دفاعياً .. الهلال كانت مشكلته مع كرات النصر الطويلة وعشان كذا كان يضغط على محمد حسين وعبدالغني وابراهيم غالب من أجل حرمانهم من فرصة صناعة اللعب من الخلف لأن هوساوي والغامدي أقل قدرة منهم في هالجانب وبالمقابل كان خط دفاع الهلال يلعب بشكل كبير للأمام بحيث لو نجح لاعب نصراوي في ارسال كرة طويلة يكون المهاجم في موقف تسلل او حتى لو قدر يستلم الكورة يكون استلمها بعيد عن مرمى الهلال وبالتالي تكون لدفاع ووسط الهلال الفرصة انهم يقطعون الكورة قبل وصولها لمنطقة الجزاء الهلالية

وبالمناسبة اللي تابع مباريات الهلال والنصر الأخيرة يلاحظ ان النصر لما يحاول يرسل كور طويلة تجد ان مهاجمين النصر يندفعون للأمام ودفاع الهلال تلقائياً ينسحب معهم للوراء وهالحركة تتسبب في تباعد بين خط وسط الهلال وخط دفاعه وبالتالي فإن الكرة الثانية اللي ترتد من مهاجم النصر او مدافع الهلال تروح غالباً للاعب نصراوي بينما في هذه المباراة كان دفاع الهلال يتوقف في مكانه ويحاول يضع مهاجم النصر في موقف تسلل وطبعاً النصر حصل كم فرصة بسبب اخطاء هلالية في تطبيق مصيدة التسلل لكنها تبقى أقل خطورة من الاسلوب السابق اللي كان يعتمد على مراقبة المهاجم وين ما يروح وفي النهاية يمكن نعتبره حل ذكي وجديد من سامي لكنه يحتاج دقة أكبر في التطبيق

هجومياً الهلال بحكم انه تخلى عن اطرافه كان يلعب كرة بطول الملعب وليس بعرضه وبشكل مبسط الهلال في ٤-٢-٣-١ عشان يبني هجمة لازم يرسل الكورة للاعب الجناح سالم او نواف
ومن ثم لاعب الجناح هذا يحاول يدخل فيها للعمق سواء من خلال التمرير لناصر او نيفيز او حتى بمحاولة منه انه يرواغ كم لاعب وغالباً كور الهلال تضيع في هالمرحلة ، المرحلة اللي يحاول فيها الهلال يدخل بالكورة من الطرف للعمق
وبالمناسبة النصر كان لما يقطع هالكور يمررها لابراهيم غالب اللي بلمسة وحدة يوصل الكورة للمهاجم وبكذا النصر يبني هجمة بلمستين او ثلاث هي أساساً كرة مقطوعة من لاعب هلالي

هالمرة سامي ما كان عنده أي لاعب جناح وبالتالي الهجمة الهلالية تطلع من الدفاع للمحور وهنا المحور عنده خيارين رئيسيين للتمرير وهما نيفيز والشلهوب واثنينهم في عمق الملعب مع توفر خيار ثالث وهو انه يحاول يطلع بالكورة بفضل مهارته ولذلك اختار سامي لاعب مثل سلمان الفرج لانه مميز في هالجانب وبالاضافة لذلك ناصر وياسر كانوا في حالة حركة دائمة لطلب الكرات من المحاور بحيث انهم يفتحون مساحات على الاطراف تعطي حامل الكرة اكثر من خيار للتمرير وهنا الهلال ضمن حاجتين مهمتين وهي انه يبني هجماته صح و ايضاً يقلل من كم الكور المقطوعة اللي بسببها يعاني دفاع الهلال

المباراة بعد الطرد صارت حاجة ثانية لأن الهلال أجبر على التراجع وبالتالي منح النصر فرصة مهاجمته و الا قبل حالة الطرد كانت معظم هجمات النصر الخطيرة من كرات ثابتة و صحيح ان هدف النصر الاول جاء من لعب مفتوح لكن عدد فرص النصر في المجمل قبل الطرد كانت قليلة وهذا راجع لاسلوب الهلال اللي خلاهم يعانون للوصول لمرمى فايز السبيعي

الهلال لو عنده مدافع جيد في ضربات الرأس مع ديجاو مثل كواك وحارس يقدر يطلع للكور العرضية مثل شيعان بيكون مستواه الدفاعي أفضل لكن عموماً مع نواقص الهلال اللي ذكرتها الهلال قدر يلحق بالنصر اول هزيمة هالموسم وقدر يسجل عليه ٤ أهداف للمرة الاولى منذ مجيء كارينيو للمملكة وهذي كلها نقاط ايجابية توضع في ميزان سامي اللي مع الوقت ممكن يتعلم من اخطاءه ويقدم لنا هلال أفضل من هلال الموسم الحالي

أخيراً لازم أؤكد ان مباراة واحدة ليست كافية لتقييم مدرب لأنها مجرد مباراة في موسم طويل لكنها تعطيك فكرة ان أبو عبدالله عنده أفكار تستحق الاحترام وعنده قدرة على إيجاد حلول لمشاكل يعتقد البعض إنه مافيه حل بيد سامي لها

يستحق سامي الاشادة على هالمباراة ويستحق النصر الاحترام والتقدير على موسمه الاستثنائي
ملاحظة : كنت ولازلت ملتزم بالكتابة بالعربية الفصيحة في هذه المدونة قدر المستطاع لكن هذه التدوينة كانت عبارة عن رسالة (واتساب) أقصر مما تبدو عليه الآن كتبتها لمجموعة من الأصدقاء ثم  أكملتها و طرحتها في المدونة بعد مشورة من بعضهم

الأربعاء، 19 فبراير 2014

مان سيتي 0-2 برشلونة .. تحليل تكتيكي






من أصل 41 مباراة لعبها مانشستر سيتي في كل مسابقات الموسم الجاري
مانويل بيلجريني اختار للمرة السادسة فقط أن يبدأ المباراة بلاعب واحد
من أصل رباعي خط الهجوم نيجريدو , دزيكو , أجويرو و يوفيتيتش
حيث اعتمد المدرب التشيلي على دزيكو وحيداً في الأمام ومن خلفه خط وسط مكون من 5 لاعبين
بنفس الرسم التكتيكي تقريباً الذي لعب به في أليانز أرينا حين حول تخلفه
بهدفين مبكرين إلى فوز بثلاثة أهداف أكسبت الفريق الإنجليزي الإحترام والتقدير






وفي غياب جيمس ميلنر للإيقاف , بيلجريني اختار توريه وفيرناندينيو في العمق
ومن أمامهم ديفيد سيلفا كصانع لعب لكنه من خلال اختياره لخيسوس نافاس و كولاروف
كطرفي وسط على حساب نصري و يوفيتيتش كان يبحث عن تأمين الدفاع
عبر دخول كولاروف و نافاس إلى موقع ظهيري الجنب وهو ما يمنح رباعي الدفاع الأساسي
فرصة الإنكماش واللعب على مسافات متقاربة جدأ لحرمان برشلونة من خلق ثغرات
يمكن من خلالها اختراق التنظيم الدفاعي والدخول بالكرة إلى داخل منطقة الجزاء





مانشستر سيتي لعب متراجعاً بشكل مبالغ فيه في معظم فترات الشوط الأول
وباستثناء ألفارو نيجريدو كان لاعبو السيتي يتراجعون جميعاً حتى الثلث الدفاعي الخاص بهم
وهو ما شكل صدمة بالنسبة للكثيرين حيث كان من المتوقع أن يضغط السيتي للأمام
ويحاول إبعاد برشلونة عن مناطقه عبر استغلال ميزتي الضغط الجماعي والدفاع المتقدم
وهو الأسلوب الذي مارسته أندية أقل إمكانيات كـ سيلتيك و أياكس أمستردام
ما جعل برشلونة يُعاني في تلك المباريات سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي





وبشكل أكثر دقة فإن تراجع  السيتي كان مرتبطاً بموقع وسط برشلونة
حيث كان الرباعي توريه فيرناندينيو نافاس و كولاروف مطالبين بمنع وسط البارسا
من الخروج بالكرة للأمام أو إيصالها إلى ميسي و في حالة كهذه التي يمارس فيها السيتي
الضغط على وسط الفريق الكاتلوني نشاهد أن ميسي يستغل جيداً المساحة
خلف لاعبي الوسط وأمام خط الدفاع و لسوء حظ بيلجريني فإنه لا يملك مدافعاً أفضل من ديميكيلس
ليلعب إلى جوار كومباني وليكون مسؤولاً عن مراقبة ميسي في مثل هذه الحالات





وإذا ما انتقلنا لـ برشلونة فإن قرار تاتا مارتينو باللعب برباعي وسط يضم الثلاثي المعتاد
بوسكيتس تشافي وإنييستا بالإضافة لـ سيسك فابريجاس كان حكيماً للغاية
ذلك لأنه منحه سيطرة أكبر على الكرة عبر تشكيل مثلثات متعددة وغير منتظمة في الخط الوسط
ليس بالضرورة أن يكون تشافي جزءً منها ولا يُشترط أن يكون سيرجيو بوسكيتس هو الرأس الدفاعي لهذا المثلث
و من بين كل المباريات التي لعبها برشلونة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم
كانت هذه المباراة هي الأكثر من حيث عدد التمريرات الإجمالية أو حتى عدد الصحيحة فقط منها
وهو ما يفسر قيمة تواجد هذه الوفرة من عناصر خط الوسط التي تجيد الاحتفاظ بالكرة



لماذا فابريجاس وإنييستا معاً ؟






إذا ما نظرت لعناصر مان سيتي ستجد أن القوة الهجومية والدفاعية للفريق تتواجد عبر جانبه الأيمن
حيث يتواجد كومباني و زاباليتا و توريه و خيسوس نافاس وهو الجانب الذي يتفوق بوضوح
على الجانب المقابل الذي يلعب فيه ديميكيلس و كليتشي و فيرناندينيو و كولاروف
و وفقاً لذلك فإن فرصة فقدان الكرة تحت الضغط أو من خلال محاولة المرور من لاعب منافس
تزيد حين يحاول برشلونة المهاجمة عبر جناحه الأيسر مع  ملاحظة أن كل كرة مقطوعة في تلك المنطقة
قد تتحول لهجمة عكسية بفضل سرعة نافاس و قدرة توريه على المرور بالكرة حتى منطقة متقدمة
و وفقاً للإحصائيات فإن أكثر عدد من التمريرات بين لاعب ولاعب كان بين إنييستا وفابريجاس
حيث مررا لبعضهما 50 كرة طوال المباراة كلها تقريباً على الجانب الأيسر كما يظهر في الصورة أعلاه
والهدف من ذلك كله كان حماية الكرة من الضياع في تلك المنطقة قدر الإمكان





مع تاتا مارتينو يمكنك أن تلاحظ أن برشلونة لم يعد ذلك الفريق الذي يلعب بخط دفاع متقدم للغاية
يصل أحياناً إلى منتصف الملعب وبسبب إرجاع مارتينو لمدافعيه إلى منطقة متأخرة
تجد أن برشلونة يُعاني دفاعياً كلما نجح المنافس بالمرور بالكرة من سيرجيو بوسكيتس
حيث لا يقوم تشافي وإنييستا بالتغطية اللازمة و يصبح حامل الكرة و بقية زملائه المهاجمين
في مواجهة مباشرة مع خط الدفاع الكاتلوني , سيسك فابريجاس لعب منذ البداية لأجل مهمة كهذه
ففي هذه الصورة تلاحظ كيف أنه يتراجع للخلف ليُغطي تقدم تشافي و بوسكيتس
حيث يتحول لـ محور إرتكاز حقيقي يقف كحائط أخير قبل وصول المنافس إلى لاعبي خط الدفاع





بينما في هذه الحالة تلاحظ أنه يقف في موقف بوسكيتس المعتاد
بعد أن خرج بوسكيتس للطرف لتغطية لاعب منافس أو لدعم ظهير الجنب في مواجهة لاعب منافس
وفي المجمل فإن مهمة سيسك الدفاعية كانت تقتضي تغطية المساحة التي يتركها بوسكيتس خلفه
و محاولة تقليص الفجوة التي تتشكل بين لاعبي الدفاع وبقية الفريق بسبب اختيار مارتينو لفكرة الدفاع المتأخر
و وفقاً لأرقام اللاعبين الأكثر جرياً في المباراة فإن فابريجاس حتى لحظة تغييره
كان أكثر لاعبي الفريق قطعاً للمسافات بأكثر من 11 كيلومتراً قطعها في 85 دقيقة !




مشاكل السيتي الهجومية





حين كتبت عن أتلتيكو سيميوني شددت على أن اللعب بفريق كامل في الثلث الدفاعي للفريق
يتطلب نوعية من اللاعبين تجيد الاحتفاظ بالكرة حال فقدان المنافس لها
وذلك لأن المسافة بين موقع قطع الكرة حتى الوصول إلى مرمى المنافس تعد مسافة طويلة للغاية
ولا يمكن الاحتفاظ بالكرة في مثل هذه المساحات إلا عبر التحرك العمودي
و بتواجد لاعبين يجيدون حماية الكرة تحت الضغط وهو مالم يمتلكه لاعبو بيلجريني
و في حالة أتلتيكو مدريد ستلاحظ أن اللاعبين داخل الدوائر البيضاء ( دييجو كوستا و ديفيد فيا)
يمكن نقل الكرة إليهم بعد إفتكاكها ومن ثم ينتقل الفريق معهما إلى الحالة الهجومية





بينما في هذه الصورة ستلاحظ أن السيتي يتراجع للخلف كما يفعل أتلتيكو مدريد تقريباً
لكنه لو تمكن من افتكاك الكرة لن يجد أي لاعب يمكن نقل الكرة إليه ومن ثم الخروج بها
بل بالعكس نجد أن 4 لاعبين من برشلونة يمكن لهم أن يلتقطوا أي كرة طائشة من الدفاع
أو يقطعوا أي محاولة فردية  للمرور من هذا الرباعي ومن ثم تعود الكرة مجدداً لتتحول لهجمة برشلونية جديدة
في الوقت الذي يمكن فيه لـ بيلجريني على الأقل أن يطلب من نيجريدو التواجد على مسافة أقرب
عوضاً عن انتظار كرة عالية مشتتة من الدفاع سيفقدها غالباً تحت ضغط بيكيه وماسكيرانو

مشكلة مانشستر سيتي الهجومية الأولى كانت تبدأ من الدفاع
فكلما تقلصت فرصك بالوصول بالكرة إلى ملعب منافسك قلت هجماتك
وباتالي أصبحت أقل خطورة على مرمى منافسك !



المشكلة الهجومية الثانية






سبق الحديث عن المساحة التي تتشكل إجبارياً بسبب محاولة تاتا مارتينو الجمع بين متناقضين
حيث يريد أن يلعب بخط وسط ذي نزعة هجومية في حين أنه يصر على اللعب بدفاع متأخر
هذه المساحة كان بإمكان مان سيتي أن يستغلها بشكل أفضل لو حاول لاعبوه طلب الكرة
في مثل هذه الفراغات لكن مشكلة السيتي أن جناحيه كولاروف و نافاس ليسا من النوع
الذي يلعب من الخارج للداخل وإنما يفضلان البقاء بعيداً على الطرف معظم الوقت

في الصورة ستلاحظ أن حامل الكرة (كليتشي) لا يملك إلا خيار تمريرها للجناح (كولاروف)
أو إرجاعها للخلف في حين أنه لو تواجد لاعب أو لاعبين في مكان الدائرتين الصفراوتين
يجيدان اللعب بين الخطوط وطلب الكرة في المساحات الفارغة لتحولت مثل هذه اللقطة
إلى فرصة حقيقية للفريق السماوي بفضل استغلال تقدم وسط برشلونة وتراجع دفاعه

هذه المساحة لم ينجح بيلجريني في الاستفادة منها لأن سيلفا و توريه (يظهران في أقصى الطرف الأيسر للصورة)
يجيدان الاندفاع من الخلف للأمام بينما مثل هذه المساحات تحتاج للاعب يجيد
التحرك من الأمام للخلف أو من الطرف للعمق والعكس
وهي الصفة التي تتواجد في لاعب مثل سيرجيو أجويرو والذي غاب للإصابة
لكن المدرب التشيلي كان مطالباً بالإصرار على الفكرة حتى في غياب المهاجم الأرجنتيني
لاسيما وأنه يملك لاعباً بمواصفات مشابهة مثل المونتينيجري ستيفان يوفيتيتش




المشكلة الثالثة





في حالات نادرة كان السيتي ينجح فيها بالوصول بالكرة إلى منطقة متقدمة من الملعب
لم يكن الفريق قادراً على إكمال تمريرتين أو ثلاث بشكل صحيح في ثلث ملعب برشلونة
وفي هذه الحالة ستلاحظ أن كولاروف و نافاس بعيدين جداً عن ديفيد سيلفا الذي يمتلك الكرة
والذي لا يملك في هذه الحالة إلا خيار التمرير لـ نيجريدو أو محاولة المرور من أكثر من لاعب منافس
وفي كلا الحالتين يصعب على سيلفا وعلى السيتي أن يخلق فرصة خطيرة من كرات كهذه رغم ندرتها
والسبب مجدداً غياب اللاعب الذي يجيد طلب الكرة في المكان المناسب لإستقبالها
وذلك كله ناتج عن فكرة اللعب بمهاجم واحد و طرفي ملعب لا يجيدان الدخول للعمق بدون كرة

ولك أن تتخيل كيف كانت ستنتهي هذه الهجمة لو أن مان سيتي امتلك لاعبين
يتواجدون في موقع الدائرتين الصفراوتين اللتي تمثل الموقع الإفتراضي لجناحين يجيدان الدخول للعمق
أو للاعب جناح وقلب هجوم آخر يلعب إلى جوار نيجريدو !



نقطة تحول المباراة






ركلة الجزاء و حالة الطرد التي تسبب بها مارتين ديميكيلس كانت نقطة تحول للمباراة
لكن المدافع الأرجنتيني رغم خطئه في محاولة إفتكاك الكرة عبر إنزلاق
تجاه لاعب يفوقه سرعة و رشاقة مثل ميسي إلا أنه كان ضحية لخطأ أكبر
ارتكبه قائد الفريق فينسنت كومباني الذي تخلف عن خط الدفاع الذي كان يحاول إيقاع ميسي في التسلل
ما نتج عنه حصول المهاجم الأرجنتيني على فرصة ذهبية للإنفراد بحارس المرمى
وهو ما أوقع ديميكيلس بعد ذلك في الك المخالفة التي غيرت مسار المباراة





بعد الطرد بيلجريني قام بإخراج جناحيه كولاروف و نافاس
مفضلاً اللعب برباعي وسط وفق تنظيم 4-1-3-1 حيث يتواجد فيرناندينيو وحيداً أمام الدفاع
وهو ما فرغ طرفي الملعب للبارسا لكن السيتي بعد هذه التغييرات
نجح في الحصول على فرصتين للتسجيل عبر سمير نصري و ديفيد سيلفا
تتشابه في كونها فرص أتت بفضل اللعب العمودي و التناقل السريع للكرات





على الجانب الآخر , برشلونة أحكم سيطرته على الكرة بفضل رباعي وسطه
واستغل جيداً تواجد كليتشي وحيداً على الجانب الأيسر لدفاع الفريق السماوي
حيث حول برشلونة منطقة تبادل الكرات إلى الجانب الأيسر حيث كانت تتشكل المثلثات بين تشافي إنييستا و فابريجاس
ومن ثم تنقل الكرة بشكل سريع ومفاجئ إلى الجانب الأيمن حيث يتواجد نيمار و داني ألفيس
و لك أن تتخيل أنه من أصل 8 فرص صُنعت من قبل لاعبي برشلونة طوال المباراة
كانت 6 فرص قد صُنعت بعد طرد ديميكليس كلها على الجانب الأيسر لدفاع مانشستر سيتي
حيث يتوغل داني ألفيس و سانشيز الذي ترك مكانه بعد ذلك للبرازيلي نيمار




.. الخلاصة ..


بيلجريني ارتكب خطئين رئيسيين , الأول أنه لعب بشكل متراجع أكثر مما ينبغي
وهو الذي يملك ترسانة هجومية يمكن لها أن تضايق برشلونة أو أي فريق آخر
والثاني أنه حين قرر اللعب بشكل دفاعي لم يخلق لفريقه أفكاراً هجومية واضحة
يسجل من خلالها أهدافاً في حين أن تاتا مارتينو عالج مشكلتين رئيسيتين عند فريقه
حيث قلل من فرص فقدان الكرة عبر كثرة التمرير و تدوير الكرة
كما عالج ثغرة تقدم بوسكيتس عبر تحويل فابريجاس من لاعب هجومي بحت
إلى لاعب وافر الجهد يقدم التغطية الدفاعية والدعم الهجومي بنفس الكفاءة