الخميس، 8 مايو 2014

3 إحصائيات تظهر لماذا يورغن كلوب يريد تشيرو إيموبيللي





تعد قصة نجاح يورغن كلوب مع بروسيا دورتموند أحد أكثر قصص كرة القدم عاطفية و شاعرية حيث نجح المدرب الشاب في قيادة ناديه ذو الميزانية البسيطة للتغلب على أغنياء اللعبة وأصحاب المداخيل العالية سواء عبر صراعه مع بايرن ميونخ محلياً أو عبر تنافسه مع أغنياء القارة في دوري أبطال أوروبا , لكن نجاحات كلوب تسببت في ارتفاع الطلب على لاعبي فريقه ومن كان يرضى بمرتب لا يتجاوز مليون ونصف يورو سنوياً مثل البولندي روبيرت ليفاندوفسكي أصبح يحلم بما هو أكبر تماماً كما حدث حينما وقع مع بايرن ميونخ عقداً يضمن له مرتباً سنوياً يصل إلى 11 مليون يورو وهو ما يفوق 7 أضعاف مرتبه السابق


الهجرة المتتالية للاعبي دورتموند يمكن لها أن تقضي على فريق طموح مثل دورتموند كما حصل سابقاً مع نماذج مشابهة مثل أياكس التسعينات أو بورتو جوزيه مورينيو حيث لا تنجح هذه الأندية في الحفاظ على نجومها بسبب إغراءات الأندية الغنية ولا تتمكن من تعويضهم بلاعبين يملكون نفس الجودة ونفس الرغبة في النجاح لكن تجربة يورغن كلوب تبدو حتى الآن مختلفة عن البقية حيث نجح في تعويض نوري شاهين الذي فضل الرحيل إلى ريال مدريد بالتركي الآخر إلكاي جوندوجان والذي كان في مستوى شاهين بل أفضل منه ونجح كذلك في تعويض غياب كاجاوا عبر ماريو جوتزه الذي رحل بدوره فجرى تعويضه بالألباني هنريخ مخيتاريان والذي يؤدي بشكل رائع خلال الموسم الجاري , وفي الموسم القادم يُعدّ تعويض ليفاندوفسكي تحدياً جديداً ليورغن كلوب خاصة وأن مركز قلب الهجوم من المراكز التي تشهد شحاً كبيراً في المواهب بالإضافة لارتفاع تكلفة اللاعبين البارعين في هذا الموقع تحديداً


وكانت الصحافة قد تكهنت بعدة أسماء لتعويض البولندي الذي أصاب شباك ريال مدريد 4 مرات في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي لكن أحداً لم يتوقع قبل أشهر من الآن أن يكون هدف دورتموند الرئيسي ممثلاً في لاعب إيطالي يلعب لنادٍ من أندية الوسط ولا يملك في سجله الدولي مع المنتخب الإيطالي الأول إلا 21 دقيقة لعبها أمام المنتخب الإسباني خلال مارس الماضي فما الذي دفع مدرباً ذكياً مثل كلوب للتفكير بالمهاجم الإيطالي الشاب






تشيرو إيموبيلي , مهاجم إيطالي يبلغ من العمر 24 عاماً قدم إلى يوفنتوس من نادي سورينتو الذي يمثل المدينة الصغيرة الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من إيطاليا لكنه كغيره من المواهب الإيطالية الشابة لم يجد الفرصة للعب للفريق الأول فتنقل معاراً ما بين نادٍ وآخر حيث لم يمض أكثر من موسم واحد مع كل نادٍ من الأندية الخمسة التي لعب لها بعد تركه للبيانكونيري لكنه لم ينجح كما نجح مع بيسكارا الذي خاض معه موسماً استثنائياً في السيريا-ب حيث كان إيموبيلي مع زميليه الآخرين لورينزو إينسييني جناح نابولي الحالي و ماركو فيراتي لاعب وسط PSG العلامة الفارقة للفريق السماوي والأبيض والسبب المباشر في بلوغه السيريا-أ بنهاية موسم 2011-2012 حيث أنهى إيموبيلي ذلك الموسم هدافاً للسيريا-ب بـ28 هدفاً لكنه لم يكمل مع بيسكارا لينتقل إلى جنوى والذي لم يكن موسمه معهم بنفس الروعة حيث تمكن من تسجيل 5 أهداف فقط في 33 مباراة دوري وليعاود الرحيل مجدداً مطلع الموسم الجاري منتقلاً إلى تورينو حيث يمكن القول أنه الموسم الذي تفجرت فيه مواهبه و كشف فيه عملياً عن قدراته التهديفية العالية التي قادته لتصدر هدافي الدوري الإيطالي بـ21 هدفاً من 32 مباراة حتى الآن متقدماً على مهاجمي الأندية متصدرة جدول الترتيب وليكون أصغر هداف للكالتشيو منذ فوز أنديه شيفشينكو 23 عاماً بلقب الهداف موسم 1999-2000






إيموبيلي من الطراز الحديث لمهاجمي كرة القدم الذين يتحركون في كل المناطق الهجومية بحثاً عن الكرة ولا يعتمدون على الفريق لتحضير الكرات للمهاجم الذي لا يغادر منطقة الجزاء , وتظهر الصورة أعلاه تحركات إيموبيلي في مباراة فريقه أمام يوفنتوس حيث كان متواجداً في معظم المواقع وبالإضافة لهذه الميزة فإن إيموبيلي من نوعية المهاجمين الذين يقومون بواجبات دفاعية فور فقدان الفريق للكرة ولك أن تتخيل أنه أوقف مرتين خلال هذا الموسم بعد أن تحصل على 10 بطاقات صفراء معظمها من خلال تدخلات على لاعبي الفريق المنافس الهدف منها تعطيل بداية الهجمات على مرمى فريقه لكن هذه المزايا ليست فقط ما يبحث كلوب عنه , فهو يبحث عن مهاجم قناص ذو حس تهديفي عالٍ وهو ما يظهر في ثلاث إحصائيات مهمة سنستعرضها تباعاً





في البطولات الخمس الكبرى يعد إيموبيلي حتى الآن هو اللاعب الأكثر افتتاحاً للتسجيل في المباراة حيث نجح في افتتاح التسجيل في 13 مباراة من أصل 28 لعبها بشكل أساسي بمعدل يصل إلى هدف افتتاح لكل مباراتين يخوضها المهاجم الإيطالي مع ملاحظة أنه لا يقوم بتصويب ركلات الجزاء ما يعني أن أهدافه كلها والإفتتاحية منها تحديداً تأتي من لعب مفتوح , وتعد هذه ميزة كبيرة لأن معظم هدافي المسابقات يسجلون أهدافاً كثيرة بعد ضمان النتيجة بعكس اللاعب الذي يسجل الهدف الأول والذي يكون عادة الأصعب في المباراة , وتكفي الإشارة لأن إيموبيلي تمكن من تسجيل أهدافه الـ21 في 18 مباراة مختلفة ولم يتوقف عن التسجيل لأكثر من 4 مباريات متتالية هذا الموسم






الإحصائية الثانية تتعلق بنسبة أهداف المهاجم من مجمل أهداف الفريق وهنا نستعرض أرقام الهدافين العشرة الأوائل في البطولات الخمس الكبرى ويظهر أن إيموبيلي صاحب أعلى نسبة أهداف من المجموع الكلي لأهداف الفريق حيث يجد بقية منافسيه في هذه الإحصائية زملاءً يتشاطرون معهم العبء الهجومي للفريق بينما تشكل أهداف إيموبيلي الـ21 لوحدها أكثر من ثلث أهداف الفريق الـ55 وهو ما ينبئك بأن أرقام إيموبيلي كانت لتكون أكثر لو أنه يلعب لفريق يسجل عدداً أكبر من الأهداف في كل مباراة وفي الموسم ككل



 

الإحصائية الثالثة والتي ربما تكون أكثرها أهمية وهي تتعلق بعدد الأهداف قياساً بعدد التسديدات داخل إطار المرمى وهي إحصائية تظهر قدرة كل لاعب على تحويل الفرص لأهداف حيث تجد في إحصائيات أخرى نسبة نجاح المهاجم تقارن ما بين الأهداف وعدد التسديدات ككل سواء ما كان منها داخل إطار المرمى أو ما كان خارجه وهي إحصائية غير دقيقة لأن التسديد خارج المرمى قد يكون من مسافة بعيدة أو منطقة غير خطرة بعكس مقارنة عدد الأهداف بالتصويب على المرمى حيث تظهر قدرة المهاجم في إنهاء الهجمة الحقيقية و قدرته على تحويل الكرة إلى هدف عبر وضعها في أماكن يصعب على حارس المرمى التصدي لها

هذه الإحصائية تظهر أن إيموبيلي لديه أعلى معدل تسجيل من الكرات التي يصوبها داخل المرمى و لأن هذه الإحصائية غير متوفرة كما أعلم في أغلب مواقع الإحصاء فإنني قمت برصدها بشكل شخصي ولذلك قد يكون هناك لاعبين أعلى منه من حيث المعدل لكنني عمدت إلى مقارنته بأهم مهاجمي الأندية التي تمثل البطولات الخمس الكبرى ويظهر الفارق واضحاً ما بينه وبين لاعبين كبار مثل رونالدو وميسي أو حتى ليفاندوفسكي الذي قد يعوضه إيموبيلي في الفريق الألماني الأصفر



ختاماً ..

سواء تمت عملية انتقال إيموبيلي لـ بروسيا دورتموند أو لم تتم فإن المهاجم الإيطالي القنّاص كان واحداً من أجمل مفاجآت الموسم الحالي حيث قدم نفسه بشكل رائع و مختلف عما كان عليه خلال الموسم الماضي وبلا شك ننتظر أن يكون أحد عناصر المنتخب الإيطالي في كأس العالم القادمة و بصفة شخصية سأكون في غاية الحماس لرؤيته أساسياً وبالقميص رقم 9 للمنتخب الإيطالي في البرازيل خلال الشهر القادم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق