الخميس، 29 أغسطس 2013

كأس السوبر الأوروبي : صراع التيكي تاكا والكرة المباشرة




بيب جوارديولا و جوزيه مورينيو , صراع جديد وتحدي تكتيكي آخر
هذه المرة على مسرح أوروبي جديد و بعيداً عن ريال مدريد وبرشلونة
ومع فريقين لم يمضي على كل منهما أكثر من بضعة أشهر منذ تعيينه
ليعود مجدداً صراع التيكي تاكا والكرة المباشرة التي تبحث عن المرمى عبر أقصر الطرق

جوزيه مورينيو إختبر كثيراً تجربة الموسم الأول مع فريق مختلف
يعرف كيف يختصر الزمن وكيف يخرج بأقل الأضرار
في فترة بداية الموسم التي لا تخلو من قلة الإنسجام والحاجة لاستيعاب الأفكار الجديدة
على النقيض تماماً بيب جوارديولا لا يؤمن بالتدرج
ويسعى منذ يومه الأول في أليانز أرينا لجعل الفريق
يسير وفق أفكاره و رؤاه التي يحاول نقلها من برشلونة لميونخ


هل بايرن ميونخ فعلاً يلعب التيكي تاكا ؟





لنقم بمقارنة من خلال 4 جولات بوندسليجا خاضها بايرن جوارديولا
ونقيسها على أول 4 جولات من الموسم الماضي مع بايرن هاينكس
سنجد أن فريق هاينكس مرر الكرة 2385 مرة بمعدل 596 تمريرة للمباراة
مسجلاً 15 هدفاً و بدقة تمرير تصل إلى 90% تقريباً
بالمقابل فريق جوارديولا مرر الكرة 2801 مرة بمعدل 700 تمريرة للمباراة
مسجلاً 7 أهداف فقط وبدقة تمرير مماثلة لفريق يوب هاينكس

هناك فارق يصل إلى 104 تمريرة في المباراة الواحدة
وهو ما يعني رقمياً أن بايرن جوارديولا يُدوّر الكرة كثيراً بين أقدام لاعبيه
ويحتاج إلى عدد تمريرات أكبر بكثير حتى يصل لمرمى المنافس
وهي سمة برشلونة الطاغية وعيبه الرئيسي في ذات الوقت
ويمكن النظر لمباراتيّ بايرن الأخيرة أمام نورمبيرغ و فرايبورغ
لنكتشف حجم الصعوبات التي وجدها الفريق حتى تلمّس طريقه للشباك
في ظلّ إصراره على الدخول لمنطقة الجزاء
وتغييبه لحلول أخرى كالكرات الثابتة أو كالتسديد من مسافات بعيدة





جوارديولا قام بتغيير شكل مثلث وسط البايرن
فعوضاً عن اللعب بلاعبيّ وسط دفاعيين وصانع لعب واحد
تحول الفريق إلى اللعب بمحور إرتكاز وحيد وصانعيّ لعب
هذا التحول كان باكورة تغييرات جوارديولا في فريق فرانك ريكارد
ثم أتبعه بعد ذلك بإلغاء دور مهاجم الصندوق
واستبداله بمهاجم وهمي ممثلاً في شخص ليونيل ميسي

حتى الآن جوارديولا لم يجد مهاجمه الوهميّ الخاص في ألمانيا
لكنه بات متأكداً من أن ثلاثي الوسط الخاص به
لابد أن يضم أسماء أكثر ميلاً للهجوم ولامتلاك الكرة
يُضاف إلى ذلك لعب الفريق بخط دفاع متقدم
و بضغط عالي ومُكثّف على لاعبي الفريق المنافس لاسترجاع الكرة في أقرب وقت ممكن
لتكون هذه هي تقريباً أكثر العلامات الفارقة التي يمكن لنا
أن نلاحظها خلال فترة قصيرة جداً منذ انطلاق الموسم

أحد مشاكل بايرن جوارديولا هي ضعف الفريق دفاعياً
وقد لا تجد أرقاماً تدعم هذه الفكرة من خلال البوندسليجا
لكن مواجهة بروسيا دورتموند في كأس السوبر الألمانية
كشفت عن خلل واضح في دفاعات الفريق البافاري
خاصة في ظل افتقاده للاعب وسط مهم بوزن خافي مارتينيز

التقدم المبالغ فيه للفريق ككلّ وللاعبي الدفاع بصفة خاصة
يترك الكثير من الفراغات خاصة خلف ظهيريّ الجنب
وقياساً على بارسا جوارديولا فإن لاعباً مثل بوسكيتس
كان يعرف جيداً كيف يحمي الفريق في ظل تقدم داني ألفيس
يضاف إلى ذلك قدرة إيريك أبيدال على التحول لقلب دفاع ثالث
وهي عناصر مهمة لا يملك جوارديولا نظيراً لها في ألمانيا




أحد تجارب جوارديولا في البايرن كانت فكرة اللعب برباعي دفاع
يتحول في طور بناء الهجوم إلى خط دفاعي ثلاثي
يسمح لفيليب لام بالتقدم لخط الوسط والتمركز في موقع تشافي
ويحرر جوتزه ليصبح طليقاً بين خطوط دفاع الفريق المنافس
هذه التجربة طُبّقت أمام نورمبيرغ لإيجاد حلول هجومية
أمام فريق اختار اللعب في مناطقه الدفاعية
وربما نشاهدها أمام تشيلسي عبر تحول بواتينج لموقع يسمح لفيليب لام بالتقدم دون قلق
ولا يمكن لوم جوارديولا على تصرف كهذا
فربما يكون فيليب لام أهم رجل في فريق جوارديولا خلال الوقت الراهن
فهو صاحب أعلى عدد صناعة أهداف في الفريق بأكمله
كما أن تحركاته من العمق باتجاه موقع الأصلي كلاعب طرف أو العكس
تكون مفتاحاً لتحرك الكثير من زملائه كما في اللقطة التالية





حيث يكون تمركزه كلاعب طرف سبباً في تحرير روبين
الذي يجد الوقت والراحة للدخول للعمق وطلب الكرة في ظهر المدافعين
سواء عبر تلقي تمريرة من لاعب آخر كهذه الحالة
أو عبر لعبه لكرات عرضية غاية في الدقة والتوجيه
كما في حالة هدف ريبيري أمام نورمبيرغ أو روبين أمام دورتموند





في تشيلسي تبدو الأمور أفضل ذلك أن مورينيو
وجد فريقاً أنهى الموسم الماضي مع رافائيل بينيتيز الذي يعشق 4-2-3-1
وهي ذات الطريقة التي ورّثها مورينيو في إنتر ثم ريال مدريد

الطريقة لم تتبدّل لكن الفارق في الإنضباطية العالية
التي أوجدها مورينيو في لاعبين أصحاب نزعة هجومية
مثل إيدن هازارد وأوسكار وكيفين دي بروين
وهو مالم نكن نشاهده مع مسعود أوزيل أو كريستيانو رونالدو

تشيلسي مورينيو يلعب ككتلة واحدة دفاعاً وهجوماً
الجميع يخدم مصالح الفريق الدفاعية في حالة الهجوم عليه
والجميع يتحول لعناصر هجومية في حال البحث عن مرمى المنافس

كرات سريعة ولمسات قليلة باتجاه المرمى
بالإضافة للعب مباشر و بشكل طوليّ دائماً
وهو ما يُشكّل النقيض تماماً لفلسفة جوارديولا الإستحواذيّة





أحد أهم مفاتيح تشيلسي الهجومية
هي المثلثات أو كرات one-three التي تصل بك إلى المرمى سريعاً
بواسطة لاعب سريع التفكير والتمرير مثل أوسكار
وعبر لاعبيّ جناح ( هازارد ودي بروين )
اللذان يجيدان التحرك في ظهر المدافعين
ويقرآن اللعب بشكل جيّد مما يمكنهما من طلب الكرة باستمرار في مساحات فارغة

أمام مان يونايتد مورينيو اختار اللعب في الخلف
لكنه من خلال تجاربه مع ريال مدريد أمام برشلونة
أو حتى تجارب يورغن كلوب أمام بايرن ميونخ
يعلم جيداً أن الضغط العالي ومضايقة لاعبي البايرن
هو الحل المثالي للتعامل مع فريق يلعب كرة قدم بطريقة التيكي تاكا





هذا الضغط يجعل المنافس لا يعرف كيف يخرج بالكرة
من مناطقه الدفاعية إلى منطقة متقدمة يمكن لها فيها أن يصنع الخطر
ولو قُدّر لباستيان شفاينشتايجر أن يغيب عن مباراة تشيلسي
فإن معاناة البايرن ستكون أكبر في التعامل مع ضغط تشيلسي

مورينيو سيطلب من لاعبيه الضغط باستمرار
وفي ظروف بدنيّة قاسية كهذه سيكون من الصعب على لاعب في سن فرانك لامبارد
أن يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه ممكن
لذلك قد نشاهد إيسيان أو أوبي ميكيل في موقعه لهذه الأسباب
بالإضافة إلى أن خيار المهاجم الوهمي المتمثل في شورله
لن يكون مجدياً أمام دفاع قوي بدنياً وقادر على كسب الصراعات الهوائية

مهاجم صندوق حقيقي مثل توريس أو ديمبا با
سيكون صداعاً إضافياً في رأس دانتي و جيروم بواتينج
وهو ما سيحُدّ من حرّيتهما في اللعب بعيداً عن مانويل نوير



الخلاصة /

تحركات روبين وريبيري دون كرة في اللحظات
التي يغفل فيها دفاع تشيلسي عنهما
وتفريغ جوتزه للتمركز خلف لاعبي وسط تشيلسي
بالإضافة لأدوار فيليب لام المتغيّرة
ستكون هي أبرز أوراق بيب جوارديولا التكتيكية
وعلى المقابل سيكون تمركز هازارد خلف فيليب لام
و دي بروين خلف ديفيد ألابا مفتاحاً لهجمات تشيلسي
بالإضافة إلى قدرة جون تيري و إيفانوفيتش
على الإستفادة من الضربات الثابتة
مع توقع وقوع دفاع و وسط البايرن في أخطاء
نتيجة لضغط تشيلسي المركز في مرحلة بناء الهجمات البافارية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق