الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

تاتا مارتينو .. خيار المرحلة الجديدة !





" لا يمكنك أن تكون دائماً في القمة
هذه هي المرة الأولى التي نكون فيها خلف فريق آخر "

بيب جوارديولا .. أواخر العام 2011


كان تصريحاً بعد الخسارة من خيتافي
والتي وسعت الفارق بين برشلونة وريال مدريد
في بطولة دوري أنهاها ريال مدريد بطلاً للمرة الأولى
منذ أن قام جوارديولا بثورته التي بدأت عام 2008
وحتى ديسمبر من العام 2011 كان الفريق الكاتلوني
قد حقق 13 لقباً من أصل 16 خاضها بيب جوارديولا
لكن الحال إختلف منذ حقق الفريق لقب كأس العالم للأندية
التي أقيمت في اليابان , حيث خسر الفريق بعدها
5 ألقاب من أصل 7 مكتفياً بلقب كأس الملك مع جوارديولا
ولقب دوري تحقق الموسم الماضي مع تيتو فيلانوفا

برشلونة العظيم الذي اكتسح أوروبا
والذي صُنّف عند الكثيرين كأفضل فريق عبر التاريخ
كان يتراجع بشكل واضح من حيث النتائج
وفي تلك الفترة بيب جوارديولا كان يبحث عن التغيير
فحوّل الفريق من 4-3-3 إلى 3-4-3
لكنه أدرك مع مرور الوقت أن تغيير الخطة لم يكن كافياً
فقرر ترك النادي بنهاية ذلك الموسم
لأن البناء الذي شُيّده خلال سنوات مليئة بالبطولات
بات واضحاً أنه بحاجة للترميم والتحسين
حتى لا يتداعى ويسقط مع مرور الوقت

كان من الواضح أن الفريق بحاجة للإنتقال
 إلى مرحلة قادمة قد لا يكون جوارديولا
الشخص المناسب لتولي عجلة القيادة فيها
لكن القرار المفاجئ بالنسبة لي لم يكن رحيل جوارديولا
بل كان تعيين مساعده تيتو فيلانوفا كمدرب للفريق



" في كل مرة كانت مبارياتنا تزداد صعوبة أكثر فأكثر
وذلك بالنظر إلى تعوّد الأندية على أسلوب لعب برشلونة "

ليونيل ميسي .. في لقاء تلفزيوني في قطر


ميسي أصاب كبد الحقيقة . .
برشلونة بات كتاباً مفتوحاً للكثيرين
وقد لا تكتشف ذلك في الدوري بسبب ضعف معظم أنديته
ولكن في مواجهة ريال مدريد أو في دوري أبطال أوروبا
كان واضحاً أن أسلوب لعب الفريق لم يعد يجدي كالسابق
لأن أرقام الإستحواذ على الكرة لم تتراجع كثيراً
ولكن ما تراجع بالفعل هي قدرة الفريق على تسجيل الأهداف
أمام منافسين أقوياء بالإضافة لهشاشة دفاعية واضحة

برشلونة بعد رحيل جوارديولا كان يقف أمام مفترق طريق
فإما أن يبحث عن مدرب جديد بأفكار جديدة
أو أن يحافظ على مكتسباته ويواصل العمل الذي بدأه جوارديولا
وقد إختار برشلونة بالفعل الخيار الأخير
وفضّل أن يعلّق مصيره بيد تيتو فيلانوفا
الذي لم يكن يوماً من الأيام المدير الفنيّ الأول لفريق كرة قدم

إصابة فيلانوفا بالسرطان تجعل الحكم عليه غير دقيق
لكن ذلك أصبح من الماضي والحاضر اليوم أعاد برشلونة
لنفس الموقف الذي وضع فيه سابقاً
مدرب جديد بأفكار جديدة أم مواصلة العمل بالنظام القديم ؟

في الصحافة كان اسمي تاتا مارتينو و لويس إنريكي هما أبرز المرشحين
إنريكي يمثل مشروع جوارديولا وفكرة الـ تيكي تاكا
التي تعلمها هو و جوارديولا من يوهان كرويف
بينما كان تاتا مارتينو يمثل خياراً مختلفاً عن البقية
فهو أكثر خبرة وأكثر ميلاً للعب بواقعية وتحفظ

تقول الصحف الكاتلونية أن زوبيزاريتا كان يفضل لويس إنريكي
بينما الرئيس ساندرو روسيل كان يفضل تاتا مارتينو
لكن السؤال المهم . .
لماذا فضّل برشلونة مارتينو على إنريكي ؟

الجواب المنطقي هو أن برشلونة اختار التغيير المدروس
على أن يستمر مرة أخرى بنفس النظام السابق
برشلونة يبحث في مارتينو عن ديل بوسكي آخر
ذلك لأن المدرب الإسباني القدير قدم أنموذجاً ناجحاً
بعد أن تسلم المنتخب الإسباني من لويس أراجونيس
فطوّره وحسّن بعض عيوبه وقدمه كفريق قوي للغاية
دون أن يغير كثيراً في المبادئ التي وضعها أراجونيس في 2008

الموسم
الدوري
الكأس
UCL
المجموع
2006/2007
33
10
6
49
2007/2008
43
6
7
56
2008/2009
35
6
13
54
2009/2010
24
2
10
36
2010/2011
21
6
9
36
2011/2012
29
5
10
44
2012/2013
40
9
17
66
(جدول أرقام برشلونة الدفاعية خلال الـ7 مواسم الأخيرة)

هناك جانب آخر أيضاً يلتقي فيه مارتينو وديل بوسكي
وهو أن المدرب الإسباني منح اللا روخا متانة دفاعية
كانت سبباً مباشراً في تحقيقه للقبي كأس العالم ويورو 2012
ففي الأدوار الإقصائية في كلتا البطولتين
إسبانيا لعبت 7 مباريات دون أن تتلقى أي أهداف
على الرغم من أنها تلعب الـ تيكي تاكا الميّالة للهجوم

ديل بوسكي قدم نموذجاً لـ تيكي تاكا واقعيّة وصبورة
يُمكن لها أن تنهي المباراة بعدد قليل من الأهداف
ولكن بشباك مؤمّنة في كثير من الأحيان

تاتا مارتينو مدرب دفاعي بشكل يراه البعض مبالغاً فيه
فبسبب ميله للدفاع عن مرماه تمكن من الفوز في مباراة واحدة
كانت أمام سلوفاكيا من أصل 11 مباراة خاضها
مع البارغواي في كأس العالم 2010 و كوبا أمريكا 2011
وكثيراً ما كانت مبارياته تمتد حتى تصل إلى ركلات الترجيح
بسبب أسلوب اللعب المقفل الذي يتبعه

ولا شكّ أن أرقام برشلونة الدفاعية خلال الموسم الماضي كانت مفجعة
وأن السباعية التي تلقاها أمام بايرن ميونخ كانت ناقوس خطر
وجب على الكتلان أن يتعاملوا معه بشكل أكثر جديّة
ولهذا يبدو إختيار مارتينو منطقياً وفقاً لهذه الأسباب

رغم ذلك فإن إنتقال برشلونة إلى مرحلة التغيير لم تكن إختياريه
فلولا مرض فيلانوفا لكان لا يزال مدرباً للفريق حتى الآن
لكن لطالما كانت بعض القرارات المفاجئة والإضطرارية
سبباً في بداية مرحلة من التغيير التي تقودك إلى النجاح

ولكن هناك أمر لابد من الوقوف عنده
فـ بالنظر إلى سجل المدربين القادمين من أمريكا الجنوبية
إلى أندية أوروبية كبرى دون خبرات سابقة
نجد أن التجارب القديمة لم تكن مشجعة للغاية
ذلك أن فاندرلي لوكسمبورغو لم يحقق نجاحات تذكر مع ريال مدريد
وكذلك فعل فيليب سكولاري خلال أقل من موسم قضاه مدرباً لتشيلسي
ولم تكن الأمور أفضل مع كارلوس بيانكي
الذي نجح مع فيليز سارسفيلد وبوكا جونيورز الأرجنتينيين
لكنه لم يحقق أي ألقاب مع روما وأتلتيكو مدريد

العمل في أوروبا مختلف تماماً عنه في أي مكان آخر
لأن كرة القدم في أوروبا جسمانيّة أكثر منها في أمريكا الجنوبية
و ازدحام الموسم بالمباريات يُحتّم على المدربين
أخذ إحتياطاتهم من حيث نوعية التمارين و المداورة بين اللاعبين

أضف إلى ذلك أن دوري أبطال أوروبا لاسيما الأدوار الإقصائية منها
تتطلب خبرة وحنكة للتعامل مع ظروف المباريات
ربما يفتقدها مارتينو خلال موسمه الأول على أقل تقدير

أخيراً . .
عوّدنا برشلونة على اتخاذ قرارات جريئة من هذا النوع
خاصة فيما يتعلق بتعيين المدربين
فلا فرانك ريكارد ولا بيب جوارديولا ولا تيتو فيلانوفا
كانوا أسماءً عظيمة في عالم التدريب
لكنهم منحوا برشلونة 20 لقباً في آخر 10 مواسم
فهل يكمل تاتا مارتينو تلك المسيرة الناجحة !

هناك تعليق واحد:

  1. اتمنى ان تعطى مدريد شيئاً من وقتك .

    ردحذف