السبت، 6 يوليو 2013

نيمار و صورة لن تشاهده فيها !



هذه الصورة , توقفت عندها أكثر من مرة
هي ليست مجرد صورة للثلاثي الساحر في الفريق الكاتلوني
وليست مجرد صورة للفائز بالكرة الذهبية مع وصيفيه
بل هي صورة إنعكاسية للحالة التي يعيشها برشلونة
والتي لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر في العالم

ففي السادس من ديسمبر 2010 كانت مجلة فرانس فوتبول
قد أعلنت جنباً إلى جنب مع الفيفا عن المرشحين الثلاثة لجائزة الكرة الذهبية بنظامها الجديد
ليكون برشلونة النادي الثاني بعد ميلان في عاميّ 1988 و 1989
الذي يضم في صفوفه المرشحين الثلاثة للجائزة الحلم لكل لاعب

و في العاشر من يناير تشافي , إنييستا و ليونيل ميسي توجهوا إلى زيورخ
حيث أقام الفيفا حفله السنوي للإعلان عن الفائز الجديد
والذي كان من المنتظر أن يكون إما تشافي أو إنييستا
لكن الكرة الذهبية ذهبت في النهاية إلى ليونيل ميسي للعام الثاني على التوالي

تشافي هو مايسترو خط الوسط في برشلونة وفي إسبانيا
وبالنسبة للكثيرين هو كلمة السر في نجاح الفريق والمنتخب
بينما إنييستا لا يقل شأناً هو الآخر عن توأمه في خط الوسط
ويزيد عليه كونه مسجل الهدف الذي منح إسبانيا لقب كأس العالم

ومنذ تغيير نظام الكرة الذهبية في العام 1995
حيث أصبح بإمكان أي لاعب يلعب داخل أوروبا
الفوز بها حتى ولو لم يكن يحمل جنسية بلد أوروبي
كانت تذهب الجائزة في العام الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم
إلى أحد لاعبي بطل المونديال ( زيدان 98 – رونالدو 2002 – كانافارو 2006)
وهو نفس الحال مع جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم
التي حققها اللاعبون السابق ذكرهم بالإضافة لروماريو 1994
لكن الحال إختلف في عام 2010 وحرم تشافي وإنييستا
من الفوز بجائزة منتظرة , والسبب وجود ليونيل ميسي !

بالنسبة لجماهير برشلونة لم تكن مشكلة كبيرة أن تذهب الجائزة لميسي
ففي النهاية كلهم يلعبون لفريق واحد ,
ولكن بالنسبة لتشافي وإنييستا كان الأمر ليكون مختلفاً
لأنهم شركاء ميسي في لقب دوري 2009-2010
و زادوا على ذلك بلقب المونديال الذي غادره ميسي من الدور ربع النهائي

الإبتسامة على وجهيهما لم تكن مصطنعة
لأن تشافي وإنييستا لم يعترضا يوماً على هذا الحال
ولم يتحدثا عن ميسي إلا بخير سواء ذلك العام أو ما بعده
فهما في النهاية تخرجوا من نفس المدرسة
ولعبا لنفس النادي منذ اليوم الأول في مسيرة كل واحد منهم

صحيح , أن برشلونة لديه الكثير من اللاعبين المميزين
لكن السوبر ستار , أو صانعي التأثير في النادي ( ميسي – تشافي – إنييستا)
كانوا على قلب رجل واحد , ينظرون لمصلحة الفريق
و يتجاوزون في سبيل تحقيق ذلك كل الخلافات
وكل الأطماع الشخصية التي قد يحملها كلّ واحد منهم

تقريباً , ديفيد فيّا كان أقرب بقية اللاعبين لهذا الثلاثي
سواء من حيث القيمة الفنية أو من حيث الإهتمام الإعلامي
ورأينا كيف أن الصحافة أثارت قضية الخلاف بينه وبين ميسي
لأنه وببساطة لم يتقبل العيش في ظل ميسي كما تقبله بقية زملائه
وبغض النظر عن كون تلك القضية صحيحة أم مُختلقة
إلا أن الأمر المؤكد أن ديفيد فيا لم يكن تشافي أو إنييستا آخر
في تعامله مع نجومية ميسي الطاغية

وعلى الرغم من أن تلك القصص أتت من الصحف المضادة
إلا أن الصحافة في إسبانيا لم تغذي هذا الصراع بشكل كبير
نظراً لكونها صحافة أندية قبل أن تكون صحافة وطن
فالمهم في النهاية عند صحافة كاتلونيا أن يكون الفائز من برشلونة
بينما لم يكن من المهم كثيراً أن يكون الفائز إسباني أو غير ذلك

الآن و مع قدوم نيمار قد يختلف الوضع
لأنه مهما كان البرازيلي وديعاً وقابلاً للعيش في ظل ميسي
إلا أنه لن يكون مسالماً بنفس قدر تشافي وإنييستا
وحتى ولو لم يُطالب بحقه من النجومية والتألق
فإن الإعلام البرازيلي هو من سيطالب بذلك
خاصة وأن من ينازعه في هذا الأمر هو لاعب أرجنتيني !

برشلونة وسانتوس يبدوان متأكدين أن نيمار عاجلاً أم آجلاً
سيكون يوماً ما بطلاً للكرة الذهبية ولذلك تضمن عقد إنتقاله
بنداً يجبر برشلونة على دفع مبلغ مجزي للفريق البرازيلي في حال حقق الجائزة
وهو البند الذي لم يدرج ضمن عقد فابريجاس أو أليكسيس سانشيز
رغم تضمن عقديهما على متغيرات تتعلق بالفوز بالألقاب الكبرى

يوهان كرويف يقول عن نيمار أنه لا يمكن لمركب أن يسير بقبطانين
و يُقال أنه من أشار على بيب جوارديولا بالتخلي عن رونالدينيو لنفس السبب
وهو ما فتح الطريق بعد ذلك لولادة أسطورة ميسي
وحين يُحذر رجل بخبرة وقيمة كرويف من تصادم مرتقب
بين هذا الثنائي يجب ألا تأخذ الأمر إلا على محمل الجدّ

أسطورة الكرة الهولندية نظر لما هو أبعد من ذلك
وقال تلميحاً أن برشلونة قد يفضل أن يكون نيمار واجهته الإعلامية
كونه مرتبط مع شركة نايك التي تدفع للفريق الكاتلوني 33 مليون يورو سنوياً
في عقد رعاية يمتد حتى عام 2018 , بعكس ميسي أيقونة أديداس الإعلامية

الأمر المؤكد أن نيمار لو واصل نجاحاته في كأس القارات
ومنح البرازيل لقب المونديال بعد عام من الآن
فإنه لن يكون سعيداً ومبتسماً وهو يرى الجائزة تذهب لميسي
حتى لو وصل الأمر بالأرجنتيني إلى تسجيل 100 هدف في الموسم

و يُخطئ من يعتقد أنني أجزم بوجود الخلافات ( منذ الآن ) بين اللاعبين
فهذه أشياء تنمو مع الوقت وتكبر من موقف بعد آخر
ولذلك من الطبيعي ومن المتوقع أن نشاهد وداً و إئتلافاً بين ميسي و نيمار
خلال الموسم الأول أو حتى الموسم الثاني
لكن ما إن يبدأ نيمار في توسيع مدى نجوميته و زيادة حجم شهرته
إلا وسيجد أن ذلك يتعارض مع نجومية ميسي الطاغية
وحينها لن تكون التضحية بأحدهما سهلة كما كان الحال مع رونالدينيو
فميسي هو أفضل لاعب عبر التاريخ عند الصحافة الكاتلونية
ونيمار هو شاب في الـ21 يريد أن يفوز بكل شيء
وأن يكون اللاعب الأفضل ولكي يحقق هذا الهدف
عليه أن يتجاوز الجميع وفي مقدمتهم ميسي زميله في نفس الفريق

أخيراً . .
عبر التاريخ كانت أندية كثيرة تضم نجوماً عمالقة في صفوفها
كميلان ساكي و ريال مدريد الجالاكتيكوس
لكن الصراع في وقتها لم يكن صراعاً فردياً كما هو الحال اليوم
لأن النجومية كانت للفريق وليس للاعب دون آخر
ولم يكن وجود نجم يعيق الآخر عن تحقيق جوائز فردية
لأن الجوائز لم تكن محتكرة لأحدهم دون البقية

ميسي و رونالدو كرّسا مفهوم النجم الأوحد في العالم ككل
وفي إسبانيا بشكل أكثر وضوحاً وتأثيراً
ولا أظن أن هذا الواقع سيتغير في المدى القريب
خاصة لو أتى جاريث بيل لريال مدريد
ليكون مع نيمار الإصدار الثاني لهذه الثنائية المشتعلة !

هناك 3 تعليقات:

  1. مقالة ممتاز أستاذ نزار ، أعجبني جدا رؤيتك للأمور بواقعية ..

    منطقيا أنا أتفق معك .. ليس في حالة نيمار و ميسي فقط بل في كل الأحول أي لاعب بالعالم (لديه كل هذا الإهتمام الإعلامي بالأصل) لن يقبل ان يعيش دور ثانوي لمدة طويلة ..


    بالنسبة لي أرى الموضوع من منظار أخر ..
    نيمار كان لديه عروض كثيرة سواء من مدريد أو البايرن أو تشلسي أو السيتي أو حتى البقاء في سانتوس
    بإستثناء مدريد .. نيمار لو إنتقل لأي نادي من هذول الأندية كان بكل تأكيد رح يكون النجم الأول والأوحد
    لكن فكرة إختيارة البارسا فقط عن باقي العروض تؤكد لي أن نيمار برفقة والده و وكلاء أعماله درسو الموضوع جيدا ويعرفون ماذا ينتظرهم ..

    مبدئيا لا أحد يستطيع توقع ماذا سيحدث لأنه هذه الامور مثل ما تفضلت شخصيا بالمقام الأول .. لكن عن نفسي أتوقع أن يمر موسمين بسلام بإذن الله وخلالها سترسم بالتفصيل حالة العلاقة بين النجمين سواء إن تطور نيمار ليصبح نجم كبير وفعلا يستطيع منافسة ميسي على الكرة الذهبية .. أو لا سمح الله فشله بالإقناع وبهذا لن يكون خطرا بكل تأكيد ..


    ردحذف
  2. إضافتك جميلة كالعادة يا عمار .. موقفك وسطي فلا أنت الذي جزمت بتأزم الأمور ولا أنت السوداوي الذي يرى أن العلاقة ستتأزم لا محالة

    ردحذف
  3. كلام منطقي وواقعي اتفق معك كثيرا

    ردحذف