الأربعاء، 30 أبريل 2014

دروس مستفادة من مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ






# قبل عام كامل نجح بايرن ميونخ في إلحاق هزيمة قاسية ببرشلونة قوامها 7 أهداف دون مقابل في مباراتين متوسط إمتلاك الفريق البافاري للكرة فيهما لا يتجاوز 37% لكنه يعود اليوم ليخسر أمام فريق إسباني آخر بنفس الطريقة ولكن بتحوّل البايرن من الفريق الفائز إلى الفريق الخاسر ومن الفريق الأقل استحواذاً إلى الفريق صاحب معدل الاستحواذ المرتفع

# رغم أن التيكي تاكا تعد جزءاً من ثقافة كرة القدم الإسبانية إلا أننا شاهدنا ريال مدريد الفريق الإسباني يلعب مدافعاً بينما كان الفريق الألماني هو من يلعب التيكي تاكا , البايرن يستعرض دون أن يسجل والريال يفوز بذكاء وكأن المعادلة الرياضية قد قلبت حيث أصبح الألماني إسباني الطباع والإسباني ألمانيّ الذكاء

# بغض النظر عن كون الإستحواذ على الكرة أنجح أو اللعب عبر المرتدات فإن لدينا نقطة يجب ألا نتجاوزها وهي أن هذه الأندية العملاقة رغم موروثها الرياضي وقيمتها الكروية إلا أنها لا تمانع في منح مديرها الفني الحرية الكاملة لتطبيع الفريق بأفكاره و جعله يلعب كما يحب حتى ولو كانت أفكاره متعارضة مع موروث النادي وتاريخه الكروي وهو درس لإدارات الأندية في بلداننا العربية التي تتدخل في أدق القرارات التي يتخذها مدرب الفريق

# أمام ريال مدريد خسر بايرن ميونخ بالأربعة رغم أن عشرة لاعبين من أصل الأحد عشر لاعباً الذين بدؤوا المباراة من الفريق البافاري كانوا أساسيين في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي حين تغلب البايرن على بروسيا دورتموند في ويمبلي ولم يغب من ذلك الفريق إلا خافي مارتينيز الذي كان على مقاعد البدلاء ليلة البارحة وهو ما يجعلك تتساءل كيف يتحول فريق بنفس العناصر من بطل اكتسح أوروبا وحقق كل الألقاب الممكنة إلى فريق يخسر بهذه الطريقة ؟

# نفس السؤال يمكن طرحه حول لوكا مودريتش الذي كان شيئاً مع جوزيه مورينيو وأصبح شيئاً آخر مع كارلو أنشيلوتي , نفس اللاعب مع نفس النادي لكن الأداء مختلف تماماً ما بين موسم وآخر وهنا تظهر قيمة المدرب الذي يجيد توظيف اللاعب وفق ما يناسب قدراته أو فلنقل أن أسلوب لاعب ما قد يكون ملائماً لفكر هذا المدرب ولا يكون ملائماً لأفكار مدرب آخر وهو ما حدث قبل ذلك مع تشافي هيرنانديز الذي كان لاعباً عادياً مع فرانك ريكارد ثم تحول للاعب إستثنائي مع لويس أراجونيس و بيب جوارديولا ولك أن تتخيل كم عدد اللاعبين الذين كانوا سيحظون بمثل هذه النقلة الفنية الكبيرة لو وجدوا المدرب الذي يُحسن توظيف قدراتهم لمصلحة الفريق

# دفاع ريال مدريد لم يكن يوماً بهذه الصلابة رغم أن معظم الأسماء لم تتغير منذ سنوات , أنشيلوتي هو من أحدث الفارق ليؤكد المعلومة التي تقول أن الدفاع تنظيم أكثر من كونه عناصر بدليل ما قام به تشيلسي أمام ليفربول قبل أيام رغم غياب أهم مدافعيه , وباستثناء كارفاخال فإن خط دفاع ريال مدريد الذي لعب 180 دقيقة دون تلقي أي هدف أمام بايرن ميونخ هو نفسه الذي خسر أمام بروسيا دورتموند بالأربعة !

# لمسة أنشيلوتي الإيطالية يمكن ملاحظتها في الفريق ككل وفي الدفاع بشكل أكثر وضوحاً حيث تحول الفريق من حالة العدوانية التي تصيبه كلما حرم من الكرة أمام الأندية التي تلعب التيكي تاكا إلى الهدوء والصبر حيث لم يتحصل الريال إلا على إنذارين ذهاباً وإياباً أمام البايرن مع ارتكاب 17 خطأ في المباراتين مقابل 24 خطأ من قبل البايرن رغم أنه الطرف الأكثر امتلاكاً للكرة , أنشيلوتي زرع في لاعبي الريال العقلية الإيطالية التي كنا نستمتع بها مع مالديني ونيستا وبقية عمالة الدفاع الإيطالي حيث يكون الإعتماد على المهارة في استخلاص الكرة من المنافس أكثر من العنف والإندفاع البدني

# خسارة بيب جوارديولا بخمسة أهداف دون مقابل , تضاف إلى خسارتيه الكبيرتين أمام دورتموند في كأس السوبر و في إياب البوندسليجا لتضع في سجله التدريبي نقطة سوداء وخسارة قياسية ستضل تذكر في سجله التدريبي لكن بيب ليس الوحيد في ذلك فأفضل المدربين في العالم تعرضوا لمثل هذه الخسائر كخماسية برشلونة أمام جوزيه مورينيو وخسارة أليكس فيرجسون بالستة أمام مانشستر سيتي و خسارة يوب هاينكس أمام يورغن كلوب بخمسة أهداف لهدفين في نهائي الكأس و كذلك خسارة أنشيلوتي أمام ديبورتيفو برباعية نظيفة عام 2004 ولذلك يخطئ من يقلل من قيمة مدرب لأجل خسارة أو خسارتين مهما بلغت قسوتها لأن تقييم المدرب بشكل منصف يكون وفق مسيرته أو عبر تجربة كاملة التفاصيل تمتد لأكثر من موسم

# يوب هاينكس الذي حقق الثلاثية التاريخية مع بايرن ميونخ مرّ بموسم أول فاشل خسر فيه البوندسليجا وخسر نهائي دوري الأبطال على ملعبه أليانز أرينا وخسر نهائي كأس ألمانيا بخماسية أمام يورغن كلوب ولذلك يجب على محبيّ الفريق البافاري ألا يبالغوا في القسوة على بيب جوارديولا الذي صعبت مهمته بسبب مقارنة عمله بنجاحات هاينكس فموسم أول ليس دقيقاً في الحكم على أي مدرب

# بيب جوارديولا نفسه كان قد كسر قاعدة صعوبة النجاح منذ الموسم الأول حين فاز بكل الألقاب الممكنة خلال موسمه الأول مع البارسا لكن إنجاز المدرب الكاتلوني كان استثناءً ولذلك حين مرّ بتجربة الموسم الأول مع فريق آخر خسر حتى الآن لقبين من أصل 5 انتهى التنافس عليها مع تبقي لقب الكأس الذي قد يخسره أيضاً لمصلحة يورغن كلوب

# مع برشلونة امتلك جوارديولا ميزتين لم يعد لهما وجود مع البايرن , الأولى أنه استلم فريقاً خسر الكثير خلال آخر موسمين فكانت مهمة تغيير الفريق كعقلية و عناصر أكثر قابلية للتطبيق بعكس حال البايرن الذي تولى تدريبه بعد موسم هو الأنجح في تاريخ النادي فكان تقبل أفكار جوارديولا أكثر صعوبة من قبل اللاعبين بينما الميزة الثانية تكمن في أن أسلوب التيكي تاكا الذي طوره جوارديولا كان غير معروف وأكثر قدرة على مباغتة المنافسين في سنواته الأولى مع البارسا بينما البايرن يحصل اليوم على نسخة متأخرة من التيكي تاكا لدى معظم الأندية الأوروبية الكبيرة القدرة على التعامل معها

# كارلو أنشيلوتي اعترف أنه اتصل بالمدرب الإيطالي المعتزل أريجو ساكي طالباً منه النصيحة لإيجاد طريقة يوقف بها هجوم بايرن ميونخ و بالمناسبة كنت قد شاهدت برنامجاً وثائقياً عن مسيرة زين الدين زيدان بعد الإعتزال وكيف أنه يعمل على تكوين نفسه كمدرب وفي البرنامج استمعت إلى لقاء مع إيمي جاكيه مدرب زيدان و مدرب المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم 1998 وهو يحث زيزو على طلب النصيحة ممن سبقوه في مجال التدريب وأنه إيمي جاكيه بنفسه كان يتصل بمدربين آخرين لطلب النصيحة وهو أمر شائع بين مدربي كرة القدم لكن بعضاً من صحافيي الرياضة العربية يلومون من يقوم بمثل هذا التصرف كما فعلت بعض الأقلام الصحفية حين علمت بأن سامي الجابر اتصل بإيريك جيريتس لطلب نصيحة كروية تتعلق بالفريق الهلالي

# هل يمكن استنساخ طريقة لعب نادٍ ما ليتم تطبيقها على نادٍ آخر ؟ سؤال طرح بداية الموسم وبعد خروج بايرن ميونخ بهذه الطريقة المذلة هل يمكن القول أن عملية الاستنساخ لم تنجح بسبب أن خصائص الفريقين تختلف ولأن الألمان لا يمكن لهم أن يكونوا كالإسبان ؟ بيب جوارديولا آمن بذلك لكن فرانز بيكنباور عارضه وحتى الآن تبدو رؤية القيصر أقرب للصحة لكن مجدداً نقول موسم واحد لا يكفي للحكم !

# منتصف الموسم كتبت تغريدة قلت فيها أنّ اقتراب بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان من حسم بطولتيهما المحلية سيساعدهما للمنافسة على دوري أبطال أوروبا لكن ذلك لم يكن وما شاهدناه منهما كان خلاف ذلك تماماً لأن البعد عن لعب المباريات التنافسية الحقيقية يُفقد الفريق الرتم المرتفع الذي تحتاجه مباريات دوري أبطال أوروبا , لأن بايرن ميونخ وصل لنصف النهائي بعد عدة مباريات باهتة في البوندسليجا بينما منافسه ريال مدريد وصل لنصف النهائي بعد فوز مهم على برشلونة في نهائي كأس الملك !

# إصابة كريستيانو رونالدو أتت في وقت حساس لريال مدريد وكان بالإمكان المغامرة به أمام بروسيا دورتموند والفريق يوشك على الخروج من دوري أبطال أوروبا أو المغامرة به أمام برشلونة في نهائي كأس الملك لكن التأني في الدفع به و الإنتظار حتى إكتمال شفائه كان قراراً صائباً من ريال مدريد لأن عودته متعافياً ساهمت في تجاوز الدور نصف النهائي حيث سجل هدفين في الإياب وكانت تمريرته لفابيو كوينتراو مفتاح هدف ريال مدريد الوحيد في مباراة الذهاب بينما لو سألت لاعب كرة القدم عربي كم مرة لعبت رغم إصابتك لربما ذهلت من عدد المباريات التي لعبها مصاباً !

# حكم المباراة البرتغالي بيدرو بروينكا يعلم أن تشابي ألونسو أحد ثلاثة لاعبين داخل الملعب في حال تلقي أي منهم لبطاقة صفراء جديدة سيغيب بالتالي عن المباراة النهائية ورغم تقدم ريال مدريد بثلاثة أهداف دون مقابل و ضمان تأهله إلى النهائي بنسبة كبيرة إلا أن الحكم لم يتردد في منح ألونسو إنذاراً سيغيب لأجله عن النهائي بعد تدخل متهور على أحد لاعبي البايرن دون أن يتأثر الحكم بقيمة ألونسو والتأثير الذي سيحدثه في حال غيابه عن النهائي وهو درس لحكامنا العرب والسعوديين خاصة حيث صرح قبل أيام قليلة أحد الحكام أن رئيس لجنة التحكيم طلب منه أن يتجنب إنذار لاعب معيّن لكي لا يغيب عن المباراة الهامة التي تليها ولكي لا يهاجمه ذلك النادي وصحافته بسبب تغييب لاعبهم المهم عن المباراة المقبلة !




هناك تعليق واحد:

  1. التأني في الدفع بكريستيانو بعد أن أصيب قراراً صائباً جداً وقارن هذا مع ميسي وإصابته التي حصلت في الموسم الماضي.

    ردحذف