الثلاثاء، 12 فبراير 2013

نقاط سريعة عن مباراة القمة




* علينا أن نتذكر أولا ً أنها مباراة واحدة من أصل زوج من المباريات يتم من خلالها تحديد هوية الفريق المتأهل

* ذلك يعني أن الأطماع متفاوتة والأهداف متباينة بين فريق يهدف إلى تسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف وآخر يهمه أن يخرج بنتيجة أقل ضرراً بانتظار الحسم في موقعة الإياب على أولد ترافورد

* ليست تلك فقط نقطة الإختلاف بين فريقين عريقين بحجم ريال مدريد ومانشيستر يونايتد فعلينا ألا ننسى أن اليونايتد يؤدي بشكل طيب في البريميرليج بينما ريال مدريد يعيش واحداً من أسوأ مواسمه في الدوري المحلي حيث يتخلف عن برشلونة المتصدر بـ14 نقطة كاملة

* ريال مدريد يدخل المباراة بتركيز كبير كونها بالإضافة إلى كأس الملك هي آخر ما تبقى لديه من أمل لإنقاذ موسم كانت بدايته حافلة ً بكبار الإمنيات

* ريال مدريد غالبا ً سيعمد للضغط المبكر واللعب بشكل هجومي مكثف لأن هذا ما تجيد الكرة الإسبانية القيام به أولا ً ولأن تحقيق فوزٍ في سانتياغو بيرنابو هو الخطوة الأولى لتجاوز الشياطين الحمر

* في المجمل مورينيو لا يتخلى عادةً عن طريقته المفضلة 4-5-1 لكن احتمالية غياب دي ماريا سواء لدواعي إنضباطية أو لضرورة فنية هي من ستغير من تشكيل الفريق

* بعد العودة من عطلة أعياد الميلاد ريال مدريد بدى مختلفا ً عن ذلك الفريق الذي أنهى العام 2012 بمستويات مهزوزة وفي بدايات يناير لعب الريال مباراةً مصيرية أمام سيلتا فيجو في كأس الملك وحينها جرب مورينيو خياراً غير مألوف حين دفع برونالدو كلاعب قلب هجوم أو لاعب 9,5 كما يسميه البعض

* شخصياً اعتقدتُ أنه سيكون خيار دائم لمورينيو فيما تبقى من الموسم لكن التجربة لم تتكرر مرة أخرى حتى عاد رونالدو ليلعب في ذات الموقع خلال مباراة أشبيلية السبت الماضي حيث أحرز رونالدو 3 أهداف (هاتريك) خلال 33 دقيقة !

* التغيير في موقع رونالدو يجبر مورينيو على التغيير في مراكز عدة لتحقيق توازن قد يتضرر بتغيير موقع لاعب بقيمة رونالدو , أوزيل على اليمين , بنزيما على اليسار , ومودريتش للخلف في موقع محوري

* يمكنني القول أن مورينيو درس الفكرة أثناء إجازة رأس السنة , ثم مررها إلى اللاعبين بعد العودة للتمرين , ثم أجرى اختباراً عليها في ثاني مباراة بعد استئناف المباريات في يناير , ثم عاد ليجري تمريناً حقيقياً عليها في آخر مباراة قبل مواجهة الأربعاء المرتقبة

* تلك تبقى فرضية قد لا تتحقق , وقد نشاهد ريال مدريد مجدداً يلعب بـ4-5-1 كلاسيكية

* في موسم ثلاثيته مع الإنتر , مورينيو تحوّل وسط الموسم من 4-3-1-2 إلى 4-3-3 لاعبيّ الجناح فيها هم جوران بانديف وصامويل إيتو !

4-3-1-2 التي كان يستخدمها كانت ملائمة لقدرات شنايدر كلاعب حر خلف المهاجمين , وتمنح ميليتيو وإيتو مساحة إكبر في الهجوم لكن مورينيو كان يفكر بالفريق كأكمله وليس ما يلائم لاعب أو لاعبين

* في عالم المدربين الخاص , يعلمون جيداً أن أخطر المنافسين هو من لا يمكن التنبؤ بأي طريقة لعب سيستخدم لأن طريقة اللعب الجديدة أو المفاجئة تكون أقل عرضة للإختبار أمام فرق أخرى وبالتالي إمكانية اكتشاف عيوبها ومكامن خطورتها بشكل مسبق تكون أصعب بل أقرب للمستحيل

* في موسم ثلاثية برشلونة , وفي فترة حساسة من الموسم جوارديولا نقل ميسي من الجناح الأيمن إلى العمق وحوّل إيتو من هداف ولاعب قلب هجوم إلى لاعب جناح !

* الإختبار الأول لفكرة جوارديولا الجديدة كانت في سانتياغو بيرنابو في مباراة كلاسيكو , حقق فيها برشلونة الفوز بـ6 أهداف مقابل هدفين !

* لماذا مورينيو قد يلجأ للتغيير ؟ لأن التطور في أساليب الدفاع بات يجعل المدافعين أكثر قدرة على السيطرة على لاعب جناح يمكن محاصرته في منطقة محدودة أو قطع الإمدادات إليه وبالتالي إخراجه من دائرة اللعب وعزله عن بقية الفريق

* ميسي على سبيل المثال يسجل كثيراً ويصنع الكثير من الأهداف في نفس الوقت وذلك لأنه لاعب موهوب أولا ً ولأنه يلعب في منطقة مفتوحة في وسط الملعب وبالتالي فإن مهارته التي تمكنه من تجاوز لاعب أو أكثر ستعطيه الفرصة بعد ذلك للتسديد أو التمرير في 3 اتجاهات مختلفة , لليمين أو لليسار أو للعمق

* بالمقابل رونالدو تحت الحصار يكون غالباً على الجناح الأيسر وبالتالي فإنه في كل مرة يتجاوز لاعب أو أكثر من لاعبي الخصم يجد نفسه في وضعية مائلة تحد من قدرته على التصويب المباشر
كما أنه يملك حينها خيارين فقط للتمرير , للعمق أو لليمين , والتي تكون غالبا ً على شكل كرة عرضية عالية أو منخفضة تنعدم خطورتها في وجود دفاع يحسن التمركز والتوقيت

* نقل رونالدو للعمق يمنحه الكثير من الخيارات , وعلى سبيل المثال في مباراة أشبيلية الأخيرة سجل رونالدو هدفاً من اليمين وآخر من اليسار وآخر من العمق عبر هجمة مرتدة !

* بالمقابل لاعب مثل أوزيل كان يعاني في كل مرة يلعب فيها أمام دفاع يتمتع بقوة بدنية , ونظرا ً لبنيته الضعيفة ونمط لعبه الأقل سرعة من لاعبي وسط مثل إنييستا أو ماتا فإن خطورته تنعدم حين تكون المساحات أضيق والأجساد التي يحاول المرور من خلالها أضخم !

* أوزيل غالباً سيلعب على اليمين , وفي آخر كلاسيكو تألق أوزيل كثيرا ً في ذلك الموقع مع تواجد مودريتش على العمق

* فيرجسون سيحاول أن يجرّ ريال مدريد إلى مباراة ذات صراع بدني , وتحت الضغط البدني العالي لاعبين مثل أوزيل وبنزيما ودي ماريا لا يؤدون بشكل مثالي

* كاريك - كليفرلي ثنائي مثالي في الوسط لكن هل يلعبان لوحدهما أم يضاف لهما لاعب وسط ثالث ؟

* فيل جونز مثالي جداً كشريك ثالث في الوسط , وفي مباراة توتنهام لعب جونز أكثر على اليمين وكان إلى جوار رافائيل في معظم حالات اختراق توتنهام عبر الجناح الأيسر بواسطة جاريث بيل ولذلك فإن مشاركة جونز ستصبح ضرورية إذا ما فكر فيرجسون في اغلاق الجبهة اليمنى لفريقه والتي ستكون مهددة من قبل كوينتراو ورونالدو في حال لعبه كجناح أيسر

* فيرجسون يعلم جيدا ً أن ريال مدريد منذ بداية الموسم يعاني مع الكرات الثابتة وفي غياب كاسياس وبتواجد حارس أقل خبرة وقدرة على تنظيم الدفاعات في مثل هذه الكرات فإن التسجيل عبر كرة ثابتة سيكون أحد أهم دوافع فيرجسون لخوض مباراة دفاعية وانتظار تسجيل هدف او أكثر عبر هذه الكرات

* في مانشيستر يونايتد هناك فان بيرسي صاحب الكرات العالية غاية في الدقة , وهناك الكثير من المدافعين طوال القامة ولذلك فإن العجوز الأسكتلندي سيكون لديه جميع مكونات وصفة التسجيل عبر الكرات الهوائية

* موقع روني في المباراة يرتبط بالشريك الثالث له ولفان بيرسي في خط المقدمة , ففي حال مشاركة فالنسيا سيكون روني أكثر ميلاً لليسار وفي حالة تواجد كاجاوا أو ناني قد نشاهده كمهاجم ثانٍ مع بيرسي

* غالباً فان بيرسي سيكون مراقباً من قبل سيرجيو راموس وبإمكان الهولندي أن يجبر راموس على ملاحقته في مناطق متقدمة بالنسبة لدفاع ريال مدريد وهو ما سيسهل على روني والبقية إمكانية الحصول على تمريرات في عمق الدفاع الإسباني

* يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند تحدث عن أن سر تألق فريقه أمام ريال مدريد كان في الدور الذي لعبه ماريو جوتزه بالضغط على تشابي ألونسو وحرمانه من إمكانية تنظيم اللعب وبداية هجمات الفريق الملكي بنفس الحرية المعتادة , السؤال هنا , هل يقتبس فيرجسون ذات الفكرة ؟ وهل يكون روني هو اللاعب المكلف بهذه المهمة !

* شريك نيمانيا فيديتش في خط الدفاع قد يبقى مجهولا ً لآخر لحظة , إيفانز يؤدي موسما ً طيبا ً لكنه غادر المباراة الماضية بانزعاجات بدنية , غيابه سيكون مؤثرا ً في خط دفاعٍ للتو بدأ ينتظم على رباعي ثابت

* في الختام فإن مباراة تُحبك خيوطها التكتيكية عبر مدربين بقيمة فيرجسون ومورينيو هي مباراة جديرة بالمشاهدة وجديرة بالإهتمام , وحتماً فإن كل مهتم بالجانب التكتيكي في كرة القدم سيكون عليه أن يشاهد المباراة أكثر من مرة للاستمتاع وللإستفادة من الدروس الفنية التي يقدمها المدربان الكبيران .

هناك تعليق واحد:

  1. استمتعت جدا وانا اقرأ تحليلك المتميز 3>


    طلب : ياليت انك تستطيع ان تحلل بعض المباريات الكبيره بجانب مباريات الريال :)

    ردحذف