الاثنين، 6 يناير 2014

لماذا اختار أليكس فيرجسون لديفيد مويس ثوباً أطول منه ؟




إذا ما انقضت علاقة مدرب ما مع ناديه بعد تجربة ناجحة فإن التصرف الطبيعي لمثل هذه المواقف في كتاب (كيف تدير فريقاً) هو البحث عن اسم آخر يفوقه أو يوازيه على الأقل في الخبرة التدريبية و الدهاء الكروي لكن الملاعب الأوروبية شهدت خلال الأعوام الماضية تجربة مختلفة يشغل فيها مدربون مغمورون مقاعد المدربين العظماء بسبب ثقة المدرب السلف في المدرب الخلف سواء كان المدرب المغمور مساعداً للمدرب الناجح أو حتى جاء باختيار شخصي منه . ولعل تيتو فيلانوفا الذي قفز من مقعد المدرب المساعد ليشغل المقعد المجاور الذي عرف فيه بيب جوارديولا النجاح مع برشلونة واحداً من أبرز الأمثلة على حالات التوريث لمنصب المدير الفني مع عدم إغفال تجربة فيتور بيريرا مدرب الأهلي السعودي حالياً والذي استغل رحيل فياس بواش بعد عام للتاريخ مع بورتو البرتغالي ليتحول من مساعد لمدرب يصغره سناً وتجربة إلى مدرب أول لفريق بحجم بورتو بينما كانت هناك تجارب أقل نجاحاً كتجربة خواكيم لوف التي لا تزال تنتظر لقبها الأول مع منتخب ألماني واعد أسسه ثم تركه يورغن كلينسمان قبل حوالي ثمان سنوات أو تجربة ريال سوسيداد الذي لم يجد حلاً لمواصلة  النجاح الذي عرفه مع الفرنسي فيليب مونتانييه إلا من خلال ترقية مساعده خاقوبا أراساتي ليصبح المدرب الجديد للفريق لكن ذلك قاده للفشل الذريع على مستوى دوري أبطال أوروبا هذا الموسم . تلك كانت تجارب مساعدي المدربين لكنني عمدت لهذه التقدمة للقياس على ما يحدث اليوم في مانشيستر يونايتد رغم اختلاف حالة ديفيد مويس كونه لم يكن يوماً ما في طاقم تدريبي واحد مع السير أليكس فيرجسون ولكن وجه الشبه بين تلك التجارب وتجربة ديفيد مويس تكمن في أن هذه الأندية اختارت مبدأ المحافظة على هوية الفريق والإستمرار بالسير على الخطوط العريضة التي رسمها المدرب المستقيل عوضاً عن تجربة شيء جديد ومختلف مع مدرب ذو أفكار مختلفة تماماً . أليكس فيرجسون كان بنفسه هو من اختار ديفيد مويس كخليفة له من منطلق معرفة المدرب الاسكتلندي العجوز بالاسكتلندي الآخر وتقارب أفكارهما التدريبية التي جعلت أليكس فيرجسون يختاره دون غيره من بين المدربين الطامعين في الجلوس على أثمن مقاعد أولد ترافورد . ولا يشك مشجع مانشيستر يونايتد اليوم أن اليكس فيرجسون أخطأ كثيراً حين ألبس ديفيد مويس ثوباً أطول منه و أوكل إليه مهمة لم يكن أهلاً لها لكن خطأ اليكس فيرجسون في ظني لم يكن في سوء تقديره لمنتهى قدرات ديفيد مويس وإنما في سوء تقدير اليكس فيرجسون لأليكس فيرجسون نفسه . فيرجسون ظنّ أنه بإمكان مدرب جيّد مثل ديفيد مويس أن ينجح بنفس العناصر التي حقق معها السير لقب الدوري الموسم الماضي لكن الحقيقة التي أخفاها تواضع فيرجسون أن مثل تلك الأسماء من الصعب أن تنجح مع أي مدرب آخر لا يملك قدرة فيرجسون على النجاح بأبسط المقومات وهو ما يمكن إعتباره سرّ نجاحه طوال مسيرته التدريبية الزاخرة بالمجد والألقاب . ما أخطأ فيه فيرجسون أيضاً يكمن في أنّ مساعديّ المدربين الذين أتيت على ذكرهم وجدوا لاعبين مهرة و أسلوب لعب ثابت ولذلك طبقوا ما حفظوه عن ظهر قلب من المدربين الأوائل بينما ديفيد مويس كان يحتاج لأن يستنسخ عقل فيرجسون وأن يجد طريقة لنقل خبراته المتراكمة كما تنقل البيانات عبر (البلوتوث) لينجح مع تلك المجموعة . فيرجسون لم يكن مدرب الخطة الواحدة ولا العناصر الثابتة بل كان خير من يفصل لكل مباراة ما يناسبها من تكتيك واسماء ولذلك وقع مويس في فخ التغيير المستمر الذي لم يكن مدروساً بنفس العناية التي كان يقوم بها الأسكتلندي الأكبر . وفي الواقع فإن ما يحتاجه مانشيستر يونايتد اليوم ليس تغيير ديفيد مويس فحسب بل تغيير توجه النادي وسياسته لأن الاستمرار بأسلوب فيرجسون و فيرجسون يجلس على الأريكة في منزله هو قرار ثبت خطؤه بالتجربة والنتائج . ما يحتاجه الشياطين الحمر مستقبلاً هو التوجه نحو فكر جديد وأسلوب لعب مختلف وذلك لا يكون إلا بالتعاقد مع مدرب ذو شخصية مستقلة و وجهات نظر لا تلتقي بالضرورة مع تلك التي يملكها أليكس فيرجسون بالإضافة لتمويل أعلى من ملاك النادي للحصول على نوعية أفضل من اللاعبين فليس ديفيد مويس الرجل الذي بإمكانه أن يجعل كاريك وهو في الثانية والثلاثين يشكل مع فيلايني أو كليفرلي ثنائياً يضاهي ثنائية يحيى توريه و فيرناندينيو ولا أن يخلق من ريو فيرديناند ونيمانيا فيديتش بعد أن تقدم السن بهما وبعد كل تلك الإصابات حاجزاً دفاعياً يماثل دفاع تشيلسي الذي لا يجد مورينيو مكاناً لديفيد لويز فيه دون أن نتحدث عن خط الوسط الذي يعاني آرسنال من تخمة واضحة فيه جعلته لا يشعر بغياب والكوت وبودولسكي عن نصف الموسم تقريباً في حين أن مصير مويس مرهون بمزاجية ناني أو تألق فالنسيا الذي يحضر مرة ويغيب مرات . مانشيستر يونايتد عليه اليوم أن يُفيق من صدمة رحيل فيرجسون وأن يؤمن أنه فقد امتيازه الذي حظي به لسنوات حين كان المدرب الأسكتلندي يؤمن لهم النجاح بميزانيات عادية و نوعية لاعبين متوسطين يتحولون تحت تكتيك اليكس فيرجسون إلى أبطال للبريمرليج ولذلك فإن تغيير ديفيد مويس لن يكون كافياً مالم يسبقه أو يصاحبه تغيير حقيقي في مفاصل الفريق التي أنهكها تقدم العمر و تراجع المستويات

هناك 7 تعليقات:

  1. روعة الكتابه تلخيص لروعة الكاتب لكن يانزار من المدرب القادر علئ تغير عقلية المانيو في موسم واحد لو فرضنا مورينهو هل بإمكانه عمل شي مع الإصابات ونهاية حقبة لاعبين اذا نظرنا للأعمار والعقليه الجديده التي سيبني عليها وسياسة الملاك هل بإمكانه المنافسه على القب افضل حل هو الصبر علئ مويس مع التدعيم في القريب العاجل

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. تحليل مش ولابد ، المقارنة بينه و بين فيلانوفا و الآخرين غير منطقي تماما ، مويس واحد من أفضل المدربين البريطانيين ، نجاح مستمر من برستون الى ايفرتون على مدى العقد الماضي ، جوارديولا أخذ بنصائح كرويف ، ناهيك عن علاقته المميزة و استشارته لفيرغي نفسه - ذكرها جوارديولا في كتابه - ، بشكل عام أظن تراجع المستويات لايعود فقط لاعتزال فيرغسون أو نقص لاعب هنا أو لاعب هناك ،
    الغالب ان تغيير القيادة ( ديفيد جيل ١٠ سنوات - فيرغسون ٢٥ سنة ) ، ناهيك عن تغيير الطاقم التدريبي كاملا ( أقل مدرب له ٥ سنوات ) ، يجب أن تجلب بعض الاهتزاز ، التغيير صعب دائما .

    ردحذف
  4. مويس ما كان هذاك المدرب الأسطوري مع إيفرتون, فخلال الـ10 سنوات اللي قضاها مع إيفرتون ما حقق ولا بطولة وفوق هذا كان متوسط الترتيب اللي يحتله في سلم البريميرليغ ما بين السادس والسابع, فإذا كان اكبر إنجازاتك انك تأخذ السادس مع نادي بحجم إيفرتون هنا أقولك أنت ما سويت شي كبير, لأن إيفرتون أصلا نادي كبير ومتعود على هالمركز وأعلى من كذا, والدليل ما يقدمه الأسباني روبرتو مارتينيز الآن مع إيفرتون, إيفرتون صار أفضل حالًا بمجرد ما طلع منه مويس

    خلاصة الكلام أن فيرغسون أعطى مويس أكبر من حجمه, لأن مويس مدرب عادي جدًا

    ردحذف
  5. في ٢٠٠٢ كان ايفرتون معرض للهبوط ، فريق بامكانيات مادية ضعيفة ، ينافس باستمرار على سادس و سابع ( و مركز رابع في ٢٠٠٤ /٢٠٠٥ ) هو انجاز من الدرجة الأولى ، مارتينيز مدرب ممتاز ، ويجان تغير تماما منذ وصوله ، لكن كان فريق متذبذب النتائج ، هبط العام الماضي ، لايمكنك أن تحكم على ايفرتون أن ماحصل هو تأثير مارتينيز فقط ، في النهاية هو فريق مويس ، الحكم بعد ٣ مواسم .
    وحشنا S4E .. :)

    ردحذف
    الردود
    1. لا تويتر ولا المدونات يمكن لها أن تكون مثل ذلك المنتدى

      حذف
  6. الأبسط من هذا كله تفهّم حاجة الفريق لـ الزمن لـ يعود، أياً كان المدرب البديل فـ نهاية جيل من اللاعبين يجعل الفريق يحتاج الوقت لـ التجديد فـ كيف إن تزامنت مغادرة مدرب صنع هوية وشخصية الفريق مع نهاية عدة لاعبين مهمين في الفريق أضف لذلك التغيير الإداري و طاقم المدربين، مشكلتنا أننا لانتصور اليونايتد في هذا المستوى لكن الواقعية في النظر لـ الأمر تجعلنا نتفهم مايحصل و نرى أن النتائج أفضل مما كان يتوقع المشجع الواقعي.
    تحياتي

    ردحذف