الاثنين، 21 أبريل 2014

برندان رودجرز .. تخلى عن أحلامه ليحقق أحلامهم !





3 مباريات فقط مع فارق نقطي لن يقل عن 3 نقاط عن أقرب منافس هي كل ما يفصل ليفربول عن تحقيق حلمه بالعودة مجدداً للفوز بلقب البريمرليج بعد غياب دام 24 عاماً منذ إحراز الريدز للقبهم الثامن عشر والأخير موسم 1989-1990 فكيف استطاع برندان رودجرز ذو الـ41 عاماً أن يقرّب ليفربول من هذا المجد ؟

علينا في البداية أن نعود بالذاكرة للخلف , إلى لحظة تعيين رودرجز مدرباً لليفربول لنتساءل ما الذي دفع ملاك النادي الأحمر للوثوق به و تمكينه من دفة قيادة نادٍ بحجم وتاريخ ليفربول , وفي الحقيقة فإن الطريقة التي اختير بها رودرجز تشبه إلى حد كبير الطريقة التي اختار بها يوفنتوس مدربه أنطونيو كونتي أو بروسيا دورتموند مع يورغن كلوب أو حتى أتلتيكو مدريد مع دييجو سيميوني , فهذه الأندية تبحث عن مدرب شاب بأفكار جديدة و رغبة كبيرة للفوز وتحقيق المجد وغالباً ما يأتي هؤلاء المدربون من أندية متوسطة حققوا معها نجاحات لا تصل غالباً لمرحلة حصد الألقاب ولكنها نجاحات من حيث نوعية الأداء و تكوين شخصية محددة للفريق الذي يقومون بتدريبه , وهنا تكون مهمة المدرب مع فريقه الجديد محاولة استنساخ نجاحاته ولكن عبر تحقيق الألقاب بفضل امتلاكه لأسماء أفضل و ميزانية تعاقدات أكبر مما قد يحصل عليه مع ناديه السابق , وفي قصة ليفربول تحديداً رودرجز أتى بعد موسم مميز مع سوانزي سيتي في البريمرليج بعد أن صعد معهم من البريمرشيب إلى البريمرليج موسم 2011-2012 حيث أنهى الفريق الويلزي ذلك الموسم في المركز الحادي عشر بعد أن قدّم كرة جميلة كانت تقريباً النسخة البريطانية لـ(تيكي تاكا) بارسا بيب جوارديولا





و رغم أن رودرجز بريطاني الهوية إلا أنه كان إسباني التفكير نظراً لأن فلسفته في كرة القدم كانت فلسفة هجومية وكان امتلاك الكرة معظم الوقت و تدويرها بين لاعبيه هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها طريقة لعبه في محاولة لمحاكاة أسلوب التيكي تاكا الذي نجح من خلاله برشلونة والمنتخب الأسباني في الألفية الجديدة , و لتستدل على جودة تيكي تاكا رودجرز تكفي الإشارة إلى أن لاعبيّ خط وسط سوانزي ليون برايتون و جو ألين كانا قد حققا معدل تمرير صحيح في البريمرليج موسم 2011-2012  يفوق ما وصل إلى تشافي وإنييستا مع برشلونة خلال ذلك الموسم , هذه الأفكار عمل رودجرز على نقلها معه من سوانزي ليُرسخها داخل ليفربول نادياً ولاعبين لكن أحلام رودرجز اصطدمت بالواقع لأن أهداف ليفربول كانت في المنافسة على لقب الدوري أو على أقل تقدير ضمان مركز أوروبي يعيد الفريق لدوري أبطال أوروبا بعد غياب 3 مواسم كاملة لم تتحقق خلال الموسم الأول له في الأنفيلد رود بل أن الفريق عجز حتى عن ضمان مركز مؤهل لـ اليوروباليغ بعد أن احتل المركز السابع نهاية الموسم الماضي





رودرجز عمل على جعل ليفربول فريق يستحوذ على الكرة ويقوم بمبادرات هجومية معظم فترات المباراة عبر نقل نظام المناطق الثمان الذي طبقه في سوانزي لليفربول والذي يقسم الملعب لثمان مناطق لعب يتوزع فيها اللاعبون لأجل خدمة فكرة الاستحواذ على الكرة والمحافظة عليها قدر الإمكان لكن هذه الأفكار الجميلة على الورق اصطدمت بواقع مختلف على أرض الميدان حيث خسر ليفربول مع رودجرز الموسم الماضي أمام أستون فيلا في مباراة امتلك فيها ليفربول الكرة بنسبة 72% وأمام توتنهام بنسبة 64% و أمام ويست برومتش بنتيجة 3-0 رغم حيازة ليفربول للكرة بنسبة وصلت إلى 60% , ومع نهاية ذلك الموسم كان رودجرز على قناعة أن أسلوب امتلاك الكرة لن يصل بليفربول إلى أحلامه و تطلعاته رغم أن كرة القدم تلك هي جزء من فلسفة رودجرز وأحلامه لكن الواقع كان يفرض عليه تغييرها

وقبل أن نتحدث عن التغيير الذي أدخله رودجرز على ليفربول خلال موسمه الثاني يجب أن لا نتجاوز سؤالاً في غاية الأهمية وهو لماذا لم تنجح التيكي تاكا مع ليفربول ؟


إذا ما نظرنا اليوم إلى الفرق والمنتخبات التي نجحت عبر أسلوب التيكي تاكا مثل إسبانيا و برشلونة وبايرن ميونخ هذا الموسم و باريس سان جيرمان رغم أن التيكي تاكا الخاصة بهم ليست واضحة تماماً كالبقية سنجد أن هذه الفرق تضم قائمة لاعبين هي الأفضل تقريباً قياساً بنظرائهم على الأقل على المستوى المحلي حيث لم يكن منافسي البارسا يملكون لاعبين مثل ميسي وتشافي وإنييستا ولا يملك أي نادي ألماني عناصر كعناصر البايرن و هو نفس الحال مع باريس سان جيرمان وبقية الأندية الفرنسية , وفي نظري فإن التيكي تاكا هي طريقة خاصة ومحددة تمثل نوعاً من الرفاهية والتي لا تناسب إلا عدد محدود جداً من الأندية التي لديها وفرة كبيرة من العناصر المميزة والميزانيات الكبيرة وهنا نتحدث عن التيكي تاكا التي تقودك لإحراز الألقاب لأن أندية مثل رايو فايكانو و سوانزي تلعب التيكي تاكا أيضاً لكنها تتخذها كأسلوب للبقاء وتجنب الهبوط وليس للمنافسة على الألقاب وتلك كانت مشكلة ليفربول لأنه عناصرياً لم يكن لائقاً في حينها للإنتقال لمرحلة التيكي تاكا و نظراً لتنافسه في دوري واحد مع تشيلسي ومان سيتي اللذان يصرفان مبالغ طائلة للتعاقدات كل صيف لم يكن باستطاعة ليفربول أن يقوم بشراء عناصر مناسبة لرودجرز لينجح وفقاً لأسلوبه ولم يكن لديه الوقت كذلك ليبني فريقاً جديداً خلال مدة قد تصل إلى 3 أو 4 مواسم لأن المطالبة بالنتائج كانت ملحة ولذلك كان حتماً على رودرجز أن يبحث عن حلّ آخر يتوافق مع إمكانات ليفربول في سوق الإنتقالات ويناسب ما يملكه من عناصر فكيف تغيّر ليفربول هذا الموسم ؟



امتلاك الكرة
 
موسم 2011-2012 لعب رودجرز 38 مباراة بريمرليج ربح فيها نسبة امتلاك الكرة في 33 مباراة وخسرها فقط 5 مرات وأنهى الموسم بمعدل امتلاك للكرة يصل إلى 58% وهو الثالث في البريمرليج ذلك الموسم خلف آرسنال ومانشستر سيتي بينما في الموسم 2012-2013 مع ليفربول ربح فريق برندان رودجرز نسبة امتلاك الكرة في 31 مباراة وخسرها في 7 فقط لينهي الموسم بمعدل استحواذ يصل إلى 57% وليكون الثالث من حيث معدل امتلاك الكرة في البريمرليج مجدداً خلف ارسنال ومانشستر سيتي بينما في الموسم الحالي ليفربول لعب 35 جولة حتى الآن خسر فيها نسبة امتلاك الكرة 11 مرة 8 منها أمام الأندية المنافسة مثل ارسنال ومانشستر سيتي و تشيلسي و إيفرتون ومانشستر يونايتد وليكون معدل امتلاك ليفربول للكرة حتى الآن 54% وهو الأقل لـ برندان رودجرز منذ بدايته كمدرب في البريمرليج




ويظهر هذا الجدول أن ليفربول تحول هذا الموسم من فريق يمتلك الكرة إلى فريق يلعب جيداً أمام المنافسين الكبار كلما كانت نسبة امتلاكه للكرة أقل حيث يجيد اللعب بشكل دفاعي متحفظ ومن ثم يعمل على ضرب منافسيه بواسطة الكرات المرتدة كما ظهر بشكل واضح للغاية أمام ارسنال وإيفرتون على وجه الخصوص


طريقة اللعب

من عيوب تيكي تاكا رودرجز في سوانزي أو في ليفربول أنها تفرض أسلوب لعب واحد للفريق وهو ما يحرم الفريق من المرونة التكتيكية والتنوع الخططي لمواجهة الأندية المختلفة ففي موسم 2011-2012 مع سوانزي لعب رودجرز 37 مباراة بطريقتيّ 4-2-3-1 و 4-1-4-1 القريبتين من بعضهما مقابل مباراة واحدة فقط لعبها بطريقة 3-5-2 ومع ليفربول موسم 2012-2013 لعب رودجرز 36 مباراة عبر طرق 4-3-3 و 4-2-3-1 و 4-4-1-1 مقابل مباراتين فقط بطرق لعب أخرى ما يعني أن ليفربول في 36 مباراة لعب دائماً بمهاجم وحيد و جناحين من حوله على الرغم من توفر خيار اللعب بسواريز وشريك آخر سواء كان بوريني أو ستوريدج الذي وصل منتصف الموسم , لكنك إن قمت بإحصائية مشابهة للموسم الحالي ستجد أن رودجرز لعب حتى الآن بسبع طرق لعب مختلفة في 35 مباراة




وفي قائمة الأندية العشرة الأولى في جدول البريمرليج يعد ليفربول هو الأكثر تنوعاً من حيث طرق اللعب قياسا ً بآرسنال ومان سيتي وتشيلسي التي لا تستخدم أكثر من طريقتين أو ثلاث للموسم بالكامل و يمكن القول أن هذه المرونة والتنوع التكتيكي كانت سبباً في فوز ليفربول على الأقل في مواجهاته المباشرة مع منافسيه على اللقب حيث فاجأ رودجرز ارسنال بتغيير موقع رحيم سترلينج من الجناح لصناعة اللعب وكذلك فعل بتغيير موقع فلانجان و جونسون ظهيري الجنب وفقاً لنوعية أداء جناح الفريق المقابل دون أن نغفل التغيير الأهم لموقع ستيفن جيرارد من الوسط الهجومي لمحور الإرتكاز أو حتى تنقل سواريز و ستوريدج من مركز لمركز وفقاً لظروف المباريات وهي ذات الميزة التي استخدمها أليكس فيرجسون معظم مسيرته التدريبية حيث كان يدخل كل مباراة بما يناسبها من عناصر وتكتيك عوضاً عن اعتماد أسلوب لعب واحد لكل المباريات على الرغم من تفاوت مستوى المنافسين




ستوريدج سواريز

أحد أهم نجاحات رودجرز هذا الموسم تكمن في قدرته على توظيف قلبيّ هجوم هدافين مثل سواريز و ستوريدج اللذان سجلا حتى الآن 50 هدفاً من أصل 96 هدفاً سجلها الفريق في البريمرليج و تكمن براعة رودجرز أنه نجح في اللعب بهما معاً أو بأحدهما دون أن يتأثر الفريق بشكل كبير حيث غاب سواريز للإيقاف بداية الموسم وغاب ستوريدج للإصابة منتصف الموسم فلعب رودرجز بـ ستوريدج لوحده 5 مباريات و لعب بسواريز فقط 11 مرة بينما بدأ بهما منذ البداية في 19 مواجهة , ويمكن القول أن غياب أحدهما كان سبباً رئيسياً في تحول طريقة لعب الفريق حيث لا وجود لمهاجم بديل يعوض غياب أحدهما وتعد الفترة التي لعبا فيها سوياً من أفضل فترات ليفربول حيث لم يخسر في وجودهما معاً إلا في مباراة واحدة كانت أمام ارسنال في ملعب الإمارات , وفيما يلي جدول لمباريات وأهداف سواريز وستوريدج سوياً أو في غياب أحدهما ويظهر أن سواريز يرتفع معدله التهديفي في غياب ستوريدج في حين أن ستوريدج يسجل أكثر كلما لعب إلى جوار لويس سواريز



ستيفن جيرارد

تحوّل ليفربول من طرق لعب مثل 4-2-3-1 و 4-1-4-1 التي أحبّها رودجرز في سوانزي كان أهم أسبابه عدم تواجد جناحين مميزين يمكن الإعتماد عليهما دفاعاً وهجوماً حيث لم ينجح ستيوارت داونينج وأسامة السعيدي في ذلك المركز خلال أول مواسم رودرجز مع ليفربول ولذلك كان التحول لطرق لعب لا تعتمد على أجنحة ضرورياً للفريق خاصة بتواجد قلبي هجوم رائعين مثل سواريز و ستوريدج , هذا التغيير فرغ طرفي الملعب من العناصر الهجومية و لمحاولة تعويض هذا النقص حاول رودرجز أن يمنح ظهيري الجنب حرية هجومية أكبر و هو ما دفعه في الأشهر الأولى من الموسم الجاري لتجربة طرق لعب مثل 3-5-2 التي تهدف لمنح الظهيرين حرية أكبر لكن طريقته لم تنجح بشكل كبير




وفي نظام اللعب بأربعة مدافعين يكون دور محور الإرتكاز ضرورياً لحماية المساحات خلف الأظهرة حيث كان سابقاً يقوم بالتغطية خلف أحدهما ولذلك كانت الفكرة قديماً أن ظهيري الجنب لا يتقدمان في الوقت نفسه بينما في طرق اللعب الحديثة يمكن لهما التقدم في نفس الوقت إذا ما وجد لاعب وسط دفاعي يقوم بالتحول للدفاع ليكون ثالث المدافعين وليسمح لقلبي الدفاع الأساسيين بالخروج أكثر للأطراف لتغطية المساحة خلف الظهيرين , هذه الأدوار التي اشتهر بها بوسكيتس في برشلونة أو تشابي ألونسو في ريال مدريد كانت كبيرة جداً على لاعب مثل لوكاس ليفا و لذلك حوّل رودجرز ستيفن جيرارد من موقعه كلاعب وسط بنزعة هجومية إلى ذلك المركز ولتكون المفاجأة أن جيرارد أبدع في مركزه الجديد بشكل فاجأ الجميع لدرجة جعلتني أتساءل لماذا لم يلعب جيرارد طوال مسيرته في هذا المركز ؟




ستيرلنج

في نظام المناطق الثمان الذي طبقه رودجرز في سوانزي و ليفربول هناك مهاجم واحد يشكلّ رأس المعين الذي تتكون أطرافه الثلاثة المتبقية من ثلاثي الوسط وبتواجد جناحيّ هجوم يوسعان نطاق اللعب في الحالة الهجومية ولأن ليفربول كما ذكرت لا يملك أجنحة مميزة تم استخدام سواريز و ستوريدج أحياناً في ذلك الموقع لكنهما لم ينجحا بشكل كبير , الفكرة البديلة التي حاول رودجرز أن يطبقها أن يضع لاعباً واحداً في العمق في المنطقة 6 ولاعبيّ هجوم في المنطقة 7 ليقلب المثلث الهجومي بالكامل لكن هذا الموقع الذي سيلعب فيه أي أحد خلف سواريز و ستوريدج موقع يتطلب لاعباً بمواصفات خاصة و ذكاء تكتيكي عالي جداً لاستغلال المساحات خلف محاور الفريق المقابل ولأجل ذلك كان من غير المتوقع أن ينجح رحيم ستيرلنج ذو الـ19 عاماً فقط في مركز كهذا , لكن رودرجز جهزه نفسياً و ذهنياً للقيام بهذه المهام فكانت النتيجة تألق غير اعتيادي من الإنجليزي الشاب الذي لعب في هذا الموقع خلال أصعب فترات الموسم و نجح رغم كل تلك الصعوبات وهو ما يبشر بمستقبل كبير لهذا اللاعب الموهوب في هذا المركز تحديداً والذي يبدو أنه يلائمه أكثر من موقعه كلاعب جناح





الهجوم المرتد

أحد أجمل العبارات التي وصفت عمل رودجرز هذا الموسم تلك التي تقول أن رودجرز أيقن أن فريقه لن يكون برشلونة آخر لكنه يقدر على أن يكون بروسيا دورتموند جديد وإذا ما نظرت لإحصائيات البريمرليج ستجد أن ليفربول هو الأكثر تسجيلاً للأهداف من الهجمات المرتدة بواقع 9 أهداف مقابل 4 لأقرب الأندية إليه وهو كذلك الأكثر تسجيلاً للأهداف من كرات ثابتة بـ23 هدفاً والأكثر من حيث معدل إفتكاك الكرة , و إذا ما نظرت إلى هذه الخواص ستجد أنها تقريباً هي أهم ما يميز أداء بروسيا دورتموند وأتلتيكو مدريد وهي الأندية التي تلعب بتحفظ في الخلف ومن ثم تنطلق للأمام عبر الهجمات المرتدة التي تصل للمرمى عبر أقصر الطرق مع إلتزام دفاعي من كل عناصر الفريق و أداء بدني قوي يهدف لتعطيل لعب المنافس والضغط عليه في مناطقه بشكل قتالي للغاية مع فارق مهم وهو أن ليفربول لا يلجأ للعنف كما يفعل أتلتيكو مدريد حيث يعد ليفربول ثاني الأندية من حيث اللعب النظيف خلف كارديف سيتي حيث تلقى 50 بطاقة صفراء و بطاقة حمراء واحدة في حين أن أتلتيكو مدريد وصل إلى البطاقة الصفراء رقم 84 في 34 جولة






الدفاع

من أصل 60 مليون يورو تقريباً صرفها ليفربول الصيف الماضي على تعاقداته هناك 40 مليون يورو على الأقل تم صرفها للتعاقد مع حارس مرمى و لاعبي دفاع فكان الفريق قد عزز صفوفه بـ4 مدافعين جدد توريه , ألوري (تمت إعارته لغرناطة الإسباني) , ساخو و سيسوكو بالإضافة لحارس المرمى سيمون مينيوليه وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو منح الفريق صلابة دفاعية تساعده للوصول إلى المراكز المتقدمة وبغض النظر عن صدارة ليفربول واقترابه من تحقيق لقب البريمرليج إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حيث تلقت شباك الفريق حتى الآن 44 هدفاً في 35 جولة بمعدل أكثر من هدف واحد في كل مباراة , ويعد ليفربول ثامن أندية البريمرليج من حيث عدد الأهداف المستقبلة ولك أن تتخيل أن أندية مثل هال سيتي (43) و كريستال بالاس (41) تملك أرقام دفاعية أفضل منه وربما لولا هجوم ليفربول الذي هو الأقوى في البريمرليج لما تصدر الريدز جدول الترتيب و بلا شك ستكون تقوية الدفاع أحد المهام التي ستنتظر رودجرز للموسم القادم وتكفي الإشارة إلى أن رودجرز استخدم 10 لاعبين مختلفين في مراكز الدفاع الأربعة و لعب بـ17 خط دفاع مختلف في 35 مباراة دوري ما بين خطوط دفاع بـ4 لاعبين أو أخرى بـ3 لاعبين وهذا دليل واضح على أن الفريق لم يتوصل بعد للمنظومة الدفاعية المثالية


المستقبل

إذا ما نجح ليفربول في الفوز بالبريمرليج هذا الموسم فإنه سيكون الفريق الأول منذ تغيير مسمى المسابقة بداية موسم 1992-1993 الذي يحرز اللقب وهو قد أنهى الموسم السابق خارج المراكز الثلاثة الأولى و الفريق الأول منذ عام 1985 الذي يفوز بالدوري رغم أنه أنهى الموسم الذي قبله في المركز السابع فما دون منذ أن أحرز جاره إيفرتون لقب دوري 1984-1985 رغم وقوعه في المركز السابع نهاية موسم 1983-1984 , رودجرز كسر القاعدة التي تقول أن المنافسة على لقب البريمرليج تأتي بالتدرج فلا يمكنك الفوز به من أول محاولة حقيقية للفريق و تعد القفزة من المركز السابع إلى الأول إنجازاً عظيماً للمدرب الإيرلندي الشمالي خاصة أنها أتت مع فريق كان طموحه العودة لدوري أبطال أوروبا بعد 4 مواسم من الغياب , ويرى الكثيرون أن رودجرز استفاد كثيراً هذا الموسم من عدم ارتباط الفريق بأي مشاركة أوروبية وخروجه المبكر من بطولات الكأس المحلية حيث لن يتجاوز عدد مباريات ليفربول هذا الموسم 43 مباراة , 38 منها في الدوري و 5 فقط في كأسيّ الرابطة والإتحاد الإنجليزي التي خرج منهما مبكراً , ومن الآن على ليفربول أن يستعد جيداً لموسم قادم سيكون أكثر صعوبة بسبب اللعب في دوري أبطال أوروبا وبلا شك سيتطلب ذلك إجراء تعاقدات مؤثرة لتقوية مناطق الضعف ولتقوية دكة البدلاء , و بالمقارنة مجدداً مع دورتموند و أتلتيكو مدريد سيطالب أنصار الريدز فريقهم بموسم أوروبي ناجح وهو أمر في المتناول خاصة أن طريقة اللعب التي يعتمدها ليفربول بالضغط والهجوم المرتد تنجح كثيراً أمام الأندية الكبيرة وتصل بأصاحبها لمراحل متقدمة من البطولة التي أحرز ليفربول لقبها في خمس مناسبات سابقة .



الخلاصة

إذا ما نجح رودجرز في قيادة ليفربول للقب الدوري فإنه سيكون قد حقق واحدة من أكبر مفاجآت الموسم في أوروبا و واحدة من مفاجآت البريمرليج منذ نظامه الجديد ولا أقلل هنا من ليفربول الذي تربطه علاقة وثيقة بلقب الدوري ولكنني أتحدث وفقاً لظروف الفريق و إمكاناته قياساً بأندية أخرى تتفوق عليه من حيث التمرس على المنافسة و امتلاك لاعبين على مستوى فني أعلى , رودجرز كان بإمكانه أن يكرر سياسته لموسم بعد موسم كما يفعل ارسين فينجر منذ 2004 و لا يمكن لومه حينها لأن أسلوب لعبه المعتمد على التيكي تاكا لم ينجح بسبب عجز ليفربول عن توفير مطالبه من سوق الإنتقالات لكن رودجرز كان حكيماً وقبل بالتغيير رغم أنه منذ بدايته كان يحلم بتكوين فلسفة خاصة به تنطلق من مبدأ كرة القدم الجميلة , ولذلك استحق المدرب الإيرلندي الشمالي أن نقول فعلاً أنه تخلّى عن أحلامه ليحقق لـ محبيّ ليفربول أحلامهم التي تتمثل في الفوز بالبريمرليج !

هناك تعليق واحد:

  1. مدرب داهية وأعتقد أنه هو السبب الأول بعد الله في وضع ليفربول حاليا

    ردحذف